/ صفحه 397/
الشاب يريد أن يكون كبيراً وهو صغير. يريد ان يكون مسئولا وليس بمسئول: هو في مدر وجزر: في مد إلى الرشد والنضوج، وفي جزر إلى الطفولة.
درو الروحية في التوجيه:
وإن دور الروحية في توجيه الشباب هو معاونة الشباب على أن يدخلوا مرحلة النضوج والرشد، هو معاونتهم على ألا ينحسروا إلى الوراء في حركة الجزر إلى الطفولة. هو معاونتهم على التطور الطبيعي للإنسان كإنسان. هو منعهم من التذبذب والتردد والبقاء في الميوعة وعدم التحديد.
وروحية الإسلام تقوم على دعامات ثلاث، على:
1 ـ الإيمان بوحدة الله.
2 ـ وعلى الخلقية الدينية.
3 ـ وعلى الاعتقاد بالبعث والجزاء في اليوم الآخر.
1 ـ فالإيمن بوحدة الله هو الإيمان بالكمال: " الله الذي لا إله إلا هو، له الأسماء الحسنى". والأسماء الحسنى هي الصفات الكاملة. والايمان بالكمال وحده يدفع إلى التقرب منه والسعي نحوه، وليس إلى التردد بينه وبين نقيضه. وإذن التقرب من الكمال يدفع إلى الترفع عن الدنايا، والانحطاط، والحيوانية. يدفع إلى الخروج عن خصائص الكمال في البشرية. ولأن الإيمان بوحدة الله له في الإسلام هذا الأثر الإيجابي في توجيه الإنسان، وهو التوجيه نحو الكمال وحده دون تردد بينه وبين نقيضه، كان الشرك في عبودية الله أبغض شيء في التعاليم الإسلامية: " إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيداً ". ولذا كانت الوحدة في عبادة الله هي رسالة السماء في كل عهد: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه. أنه لا إله إلا أنا، فاعبدون ".
2 ـ والخلقية الدينية في الإسلام مظهرها العمل الصالح: " إن الذين آمنوا