/ صفحه 370/
نفسي، ولكن ليقل. لقِست نفسي " كأنه كره أن يضيف المؤمن الطاهر إلى نفسه الخبث والفساد بوجه من الوجوه. والخبث واللقس: الغثيان.
وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: " لا يقولن أحدكم لمملوكه: عبدي وأمتي، ولكن يقول: فتاي وفتاتي. ولا يقول المملوك: ربي وربتي، ولكن يقول: سيدي وسيدتي.
وعن أبي هريرة: لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي؛ كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي.
وجاء عن عمر ومجاهد وغيرهما النهي عن قول القائل: استأثر الله بفلان، بل يقال: مات فلان. غير أنه نقل عن عمر بن عبد العزيز قوله: إذا استأثر الله بشيء فاله عنه، وفي كتب اللغة: استأثر الله بفلان: إذا مات مرجوا له الرحمة الغفران.
وقال النخعي: كانوا يكرهون أن يقال: قراءة عبد الله، وقراءة سالم، وقراءة أبيّ، وقراءة زيد.
وانوا يكرهون أن يقولوا: سنة أبي بكر وعمر، بل يقال. سنة الله وسنة رسوله، كما كرهوا أن يقال: يقرأ فلا بوجه كذا، وفلا يقرأ بوجه كذا.
وكره مجاهد أن يقولوا: مسيجد ومصيحف بالتصغير للمسجد القليل الذَّرْع، والمصحف القليل الورق. وقال ك هم، وإن لم يريدوا التصغير، فإنه بذلك شبيه.
ولما أنشد سعيد بن المسيب قول عمر بن أبي ربيعة:
وغاب قمير كنت أرجو غيوبَه ورَوَّح رُعيان ونوّم (1) سُمّر
قال: ما له قاتله الله! لقد صغّر ما عظّمه الله؛ يقول ـ الله عزوجل ـ: " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ".
وكره ابن عمر قول القائل: أسلت في كذا وكذا. وقال: ليس الإسلام إلا لله عزوجل. وكره ابن عباس قول القائل: أنا كسلان، وقول القائل: قد انصرف الناس من الصلاة. وقال: قولوا: قد قضوا الصلاة، وقد فرغوا من الصلاة،

ــــــــــ
(1) نوم بالتشديد للمبالغة.