/ صفحه 369/
حرفة الأدب آفة الأدباء. وقد جرى على لسان الأدباء والشعراء القول: بحرفة الأدب: أي الشؤم والحرمان! فقالوا: ما من حَرف " بفتح الحاء " إلا وهو مقرون بحُرْف " بضم الحاء " وقال الشاعر في ذلك:
ما ازددت من أدبي حَرفا أسُرّ به إلا تزيّدت حُرفا تحته شُوم
إن المقدم في حذق بصنعته أني توجّه منها فهو محروم
ولما قتل ابن المعتز رثاه ابن بسام بقوله:
لله درّك من مَلْك بمضيعة ناهيك في العقل والآداب والحسب
ما فيه " لولا " ولا " ليت " تنقصه وإنما أدركته حِرفة الأدب
وفي رواية: ما فيه " لو " ولا " ليتٌ " قتنقصه.
وهو مأخوذ من قول أبي تمام:
إذا قصدتُ لشأوٍ خلت أني قد أدركتُه؛ أدركتني حرفة الأدب
ثم تلاعب الشعراء بهذا المعنى، فقال ابن الساعاتي:
عفت القريضَ فلا أسمو له أبدا حتى لقد عفت أن أرْويه في الكتب
هجرت نظمي له، لا من مهانته لكنها خيفة من حرفة الأدب
وقال ابن قلاقس:
لا أقتضيك لتقديم وَعدتَ به من عادة الغيث أن يأتي بلا طلب
عيونُ جاهك عني غير نائمة وإنما أنا أخشى حرفة الأدب
وقد شكا كثير من أدباء العصر وشعرائه حرفة الأدب، ولكن شاعراً واحداً كان يعد الأدب والشعر من أسنى النعم، ومن أسباب النعم، ويلهج بذلك كثيراً، وهو المغفور له " أحمد شوقي " وقد سمعت منه ذلك مراراً. وصدق من قال: لا يحمد السوق إلا من ربح.
* * *
الألفاظ المكروهة:
روى عن النبي ـ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ أنه قال: " لا يقولن أحدكم خبُثت