/ صفحه 368/
وقد نظم بعضهم هذا المعنى فقال:
لو أن دارك أنبتت لك واحْتَشتْ إبراً يضيق بها فناءُ المنزل
وأتاك يوسف يستعريك إبرة ليخيط قَدّ قميصه لم تفعل
ويقول العباس بن الأحنف:
وقد زعمت جُمْلٌ بأني أردتها على نفسها تبًّا لذلك من فعل
سلوا عن قميصي مثل شاهد يوسف فإن قميصي لم يكن قُدَّ من قُبْل
وأما القميص الثالث من هذه القمصان: فهو مثل سائر في لطف الموقع، كما قال أبو ا لطيب المتنبي:
كأن كل سؤال في مسامعه قميصُ يوسف في أجفان يعقوب
وقال أبو عثمان الخالدي للوزير المهلبي وزير معز الدولة:
إن غبت أودعك الإله حياطة وإذا قدمت أباحك الترحيبا
ويكون من مقة كتابك عنده (1) كقميص يوسف إذ أتى يعقوبا
وللبلغاء نكت وغرر في التمثيل بهذا القيمص؛ من ذلك قول أبي العباس الضبي: وصل كتاب مولانا، فكان رحمة الله عند أيوب، وقميص يوسف عند أجفان يعقوب.
* * *
حرفة الأدب:
الحرف بضم الحاء، والحرفة بضمها وكسرها: الحرمان. وحُرِف في ماله بضم الحاء وكسر الراء: ذهب منه شئ. والمحارَف بفتح الراء: المحدود المحروم: أي منقوص الحظ الذي لا ينمى ماله. وضده: المبارك. قال الشاعر:
مُحارَف في الشّاء والأباعر مبارك بالقَلعىّ الباتر
والقلعي بوزن يمني: السيف. نسبوه إلى مَرج القَلَعة محركة، وهو موضع بالبادية تنسب إليه السيوف، أو دون حلوان العراق.
ومن قول عمر رضي الله عنه: لحرفةُ أحدهم أشدُّ على من عَيْلته. وقال الخليل:

ــــــــــ
(1) الضمير لمعز الدولة.