/ صفحه 358/
الانسانية العامة التي أثبتها الإسلام أن يفضوا النزاع الذي يقع بأنفسهم، وألا يتركوا فئة منهم تبغي على الأخرى، فقد قال تعالى: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى امر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " ويقول سبانه في آية أخرى: " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم إن كنتم مؤمنين ".
وإن هذا بلا شك يوجب أن يكون المسلمون أمة واحدة كما قال تعالى: " وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " وأنه يجب أن تتكون من بين المسلمين جماعة تمثلهم، وتحل المشاكلهم التي تثور بينهم، وتقضي بالحق في كل ما ينجم بين الجماعات الإسلامية، ولا يترك القوى يلتهم الضعيف.
12 ـ والواجب الرابع: أن المسلمين جميعاً عليهم أن يعتبروا الاعتداء على أي إقليم اسلامي اعتداء على المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، وأن كل شبر في أرض إسلامية لكل مسلم فيه حق يوجب عليه أن يدافع عنه، فمن اعتدى على إقليم إسلامي فقد اعتدى على المسلمين أجمعين، ومن أخذ شبراً من إقليم فقد انتقص من أرض المسلمين جميعاً.
ولقد قاتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الرومان لأنهم قتلوا بعض الذين دخلوا في الإسلام من المسلمين، ولقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه " وإن هذا هو مقتضى الولاية التي تربط المسلمين بعضهم ببعض وإن القرآن قد صرح بوجوب نصرة أي جماعة مؤمنة تستنصر عامة المؤمنين، ولقد قال تعالى: " إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض، والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا، وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ".
13 ـ والواجب الخامس على المسلمين: أن يعملوا على منع إذلال المسلمين، فيجب على المؤمنين أن يقاتلوا الذين يذلون بعض المؤمنين ويستضعفونهم، حتى