/ صفحه 359/
يخرجوهم من ربقة الذل إلى الحرية، ليكونوا مع المؤمنين قوة، ولتكون كلمة الله هي العليا، وليمنع المسلمون من أن يفتنوا في دينهم الذي ارتضوا، ولقد قال تعالى: " وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، واجعل لنا من لدنك وليا، واجعل لنا من لدنك نصيراً ".
وإن هذا الواجب يتقاضي كل إقليم من أقاليم الإسلام أن يتضافر مع غيره لإخراج الظالمين من أي ارض من أراضي الإسلام، إذ أنهم يسومون أهلها الخسف والهوان والذل، ويفرضون عليهم الطغيان، وإنا إن لم نفعل لا نكون آخذين بمبادئ الإسلام، ولا نكون أمة واحدة، ولا مطيعين للقرآن.
14 ـ هذه واجبات يجب أن تتحقق، لأنها حكم الديان، نطق بها القرآن، واي شكل من الأشكال تتحقق فيه هذه المعاني ندعو إليه، وإنا ندعو إلى الحد الأدنى، ولا ندعو إلى الحد الأعلى، فلا ندعو إلى تكوين دولة إسلامية، لأن الأقاليم الإسلامية في بقاع الارض ليست متجاوزة متلاصقة، ولا توجد حاضرة تصلح قطبا تدول عليه أحكام الدولة، ولأن كل إقليم له طابعه الذي يمتاز به، ويحتاج إلى أحكام ونظم مناسبة، وفوق ذلك لا يصح أن ندعو إلى دولة واحدة، حتى لا ينزعج أحد، فلا بخشي ملك على حوزته، ولا رئيس على صولته، وحتى لا يجد الأعداء منفذاً ينفذونه، فتموت الوحدة في مهدها.
ولذا نرى أن تكون الوحدة في شكل جامعة إسلامية، أو كومنلوث إسلامي.
وسواء أكان هذا أم كان ذاك، فإنه يتحقق في هذه الوحدة اتحاد السياسة الخارجية في كل الأقاليم الإسلامية، بحيث يوالي كل إقليم إسلامي من يوالي المسلمين وبحيث يعتبر الاعتداء على أي دولة إسلامية اعتداء على الأمة الإسلامية كلها، كما أنه يجب أن تحل المشاكل التي تقع بين الأقاليم الإسلامية بعمل المسلمين، ويجب ان تقاطع كل دولة تعتدي على إقليم إسلامي أو تحاول الاعتداء عليه.
وإنه يجب أن تكون أحكام الجامعة الإسلامية أو ما يشبهها في دائرة المبادئ