/ صفحه 353/
وإن سبل التعارف الاسلامي ميسرة سهلة لمن يريدها، ولمن يحتسب النية في سلوكها، وإنا نحصرها في أمور أربعة: أولها: المدارس، وثانيها: تنظيم الرحلات، وثالثها: الحج، ورابعها وهو عمدتها: اللغة.
3 ـ وإنه لتحقيق الأمر الأول يجب أن تكون كل المدارس الإسلامية مشتملة في مناهجها على تاريخ كل بلد إسلامي، وأحواله الاجتماعية، ونظم الحكم فيه، واقتصاده، وجغرافيته، فيدرس ماضيه وحاضره، يعلم ذلك الناشئ إجمالا، ويفصل له في معاهد عليا تدرس فيها الأقطار الاسلاميةن فأقسام الجغرافيا في كليات الآداب بالجامعات الاسالمية يجب أن يكون منها قسم للتعمق في دراسة جغرافية البلاد الإسلامية، وأقسام التاريخ يجب أن يكون فيها قسم لدراسة تاريخ البلاد الإسلامية بلداً بداً، وأقسام اللغات يجب أن تعني بدراسة اللغات في البلاد الإسلامية.
4 ـ وإنه يجب تسهيل الرحلة إلى البلاد الإسلامية، وبدل أن نذهب إلى أوروبا وأمريكا لنلهو ونلعب ونفسد ديننا، ونحل عراه عروة عروة، نذهب إلى البلاد الإسلامية، وفيه المصطاف والمشتى، وفيها الإيمان والتقوى، فلا تكون رحلاتنا عبثاً لاهياً، بل تكون إيماناً هاديا، وإنه لتقحيق تلك الوسيلة من وسائل التعارف يجب أن تيسر المواصلات، وتتكون من الأقاليم الإسلامية شبكة مواصلات في البر، والبحر، والسماء، فالسيارات تتصل إن أمكن اتصالها، والقاطرات توصل إن أمكن وصلها، والجاريات في البحار تتنقل بالمواني الإسلامية، حاملة أهل الحق ليتلاقوا على نور الله تعالى، والطائرات تقطع أجواز الفضاء، ليصل بين أهل الوحي الذين يلتمسون النور من السماء.
5 ـ والحج سبيل رسمه رب العالمين ومنزل القرإن لنتعارف ونتحاب على مائدة الرحمن الروحية، وقد كان المسلمون الأولون يتخذون منه سبيلاً للتعارف، والدراسات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصاديةن وكان هذا اقتداء بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه والأئمة الراشدين.
فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ألقى خطبة الوداع التي استعرض فيها خلاصة دقيقة