/ صفحه 351/
الشريعة، والتي تحتم عليهم أن ينظروا في فقه كل مذهب، لأن العلم لا يقاطع ولا يكتم. وفقه كل مذهب ملك السملمين جميعاً.
ونحن إذ نقدم هذا الكتاب، إنما نقدم فقه مذهب يعمل به ما يقرب من خمس المسلمين، حجب عن الجمهور قرونا، لا لمأخذ عليه، بل لقطيعة سببها التعصب الطائفي، وغذتها السياسات المفرقة.
ومع أن الكتاب هو في فقه مذهب لم يقفل باب الاجتهاد، فإن القارئ يرى فيه من الوفاقيات مع بقية المذاهب كثرة غالبة، ومن الخلافيات قلة محدودة، والوفاق في الوفاقيات يثبت أن الأصول تتحكم ولا يهملها أحد، كما أن الخلاف يدل على أن مجال النظر فيما يصح فيه الاجتهاد يحترم ويقدر.
أما تاريخ الشهيدين " المصنف والشارح " فإن صاحب الفضيلة العلامة الجليل الشيخ عبد الله السبيتي جزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء ـ قد قام بالترجمة لهما في دقة تليق بقلمه، وعبارة مؤثرة تصور حياتهما وتعرض ما أصابهما، وذلك إلى جانب قيامه مشكوراً بطبع الكتاب، وإخراجه على هذه الصورة، وبذل الجهد في تحقيقه.
أما بعد. فإن خير ما نختم به هذه التقدمة أن نتوجه إلى الله جلا وعلا سائلين إياه أن يكثر بين عباده المؤمنين من " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ".