/ صفحه 291 /
في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين. ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم. وجئتكم بآية من ربكم. فاتقو الله وأطيعون. إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ". ومع كونه إنما جاء رسولا لبني إسرائيل. لم تكن دعوته لتمنع غيرهم من بني آدم أن يدخلوا في دين الله. بل إن تلاميذه بعد أن رفعه الله إليه تفرقوا في الآفاق. يدعون الناس إلى الله ويبشرونهم بمغفرة منه ورضوان. فكذلك هيأ الله سبحانه وتعالى الكون للنبأ العظيم الذي صدع به خاتم الانبياء والمرسلين المرسل للناس كافة بل للثقلين محمد عليه صلوات الله والملائكة والناس أجمعين... لا إله إلا الله محمد رسول الله. ذلك الدين القيم. دين الله " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ". ولو شاء ربك لأسلم من في الارض جميعاً. لكنه جلت حكمته أراد أن يكون له عباد مسلمون هم الأمة الإسلامية. أمة واحدة يجمعها معبود واحد هو الذي ألف بين قلوبها فمن لم يجد في قلبه هذا الشعور القدسي: شعور أنه ذرة من شجرة مباركة اصلها ثابت وفرعها في السماء، وأنه ـ مستقلا أو منفصلا عنها ـ عدم أو أسوأ من العدم فلست أدري. أمسلم هو؟ إن وحدة الامة الإسلامية هي الإسلام. أعنى عنصراً أصيلا من كينونته على خلاف سائر الملل والنحل الأخر... فقل لليبنتس ماذا أنت قائل لمن يسمونهم المحتجين. وهم في الواقع أصحاب حجة قوية غير قابل للنقض بالقياس إلى الكثلكة... وإذا سلمنا جدلا أنه مستطيع جمع شمل أولئك وهؤلاء فماذا تراه صانعاً مع أصحاب " نسطور " القائلين بأن المسيح (عليه السلام) لي إلا رجلا حلت به كلمة الله. ومريم إنما كانت أم إنسان لا أم إله. فيجب أن تسمى أم المسيح لا أم الله.
قلت: عجيب أمر نسطور هذا. فتراه جاء بعد عهد الاصلاح.
قال: بل قبله بقرون عديدة.. ولد بسورية وكان بطريرك قسطنطينية حتى سنة 431 ميلادية، ومات بليبيا نحو سنة 440 ميلادية.. فأنت ترى ما بينهم من خلاف إنما ينصب على أصل العقيدة بله الفروع وما إليها. فالتقريب بينها متجاوز