/ صفحه 207/
فقال له المأمون: يا عم أخرجك الهزل إلى الجِد (1).
وفي الإصابة: " قال أبو جعفر محمد بن حبيب أنشد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قول سحيم:
الحمد لله حمدا لا انقطاع له فليس إحسانه عنا بمقطوع
فقال: أحسن وصدق، وإن الله يشكر مثل هذا، ولئن سدد وقارب إنه لمن أهل الجنة " (2).
سحيم بن وثَيل الرياحي:
قال الجمحي: " شريف مشهور الأمر في الجاهلية والاسلام، جيد الموضع في قومه، شاعر خنذيذ. وكان الغالب عليه البَداء والخشْنة " (3).
لذا كان يترفع عن منازله غير النظراء، قال اين رشيق ـ في باب من رغب من الشعرا عن ملاحاة غير الأكفاء ـ: (وتسحيم بن وثيل يقول للأخوص والأبيرد بن المعذر، وهما شاعران مفلقان عذرت البُزلْ إن هي خاطرتي فما بالي وبال ابني ل
والبيت من قصيدة جزلة، سأجتزئ منها بمطلعها السابق عليه بثلاثة لشهرته واستهلال الحجاج به في خطبته المشهورة عند دخوله الكوفة، وبيت بعده ببيتين فيه التعريض بالرياحين وقصورهما عن بلوغ شأوه، وها هي ذي الأبيات الثلاثة.
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
عذرت البزُل إن هي خاطرتني فما بالي وبال بني لبون

ــــــــــ
(1) وفيات الأعيان ترجمة (إبراهيم) 1: 21 مطبعة السادة.
(2) الاصابة في تمييز الصحابة (السين) القسم الثالث.
(3) طبقات فحول الشعراء ص 489. والخنذيذ: الشاعر المجيد المنقح المفلق، والبداء: البدواة.