/ صفحه 205/
تفقد منه، وكان في خلدنا أن لا يعزز المثال المضروب منك بآخر، غير أنك صرحت أن فيه من هذا النمط أمثالا.
فوات الوفيات:
لا تظنوا أنني تجنيت على الفوات، على أن الذي احفظني منه أنه تأسى به غيره في خلطه، فازداد اللبس انتشاراً ـ وهاكم من طراز ما فات ما ترجم به سحيم بن وثيل الرياحي بترجمة سحيم عبد بني الحسحاس فالتبس الحال على الناظر حتى خال أنهما لمسمى واحد يتركب من العلمين، وسار في الدرب وراءه من قلده.
ولطالما صرحت أن مثل ذلك ليس من الهنات لما يترتب عليه من الغلط في تغيير المعالم التاريخية، ونسبة الحوادث والإشعار إلى غير ذويها، أما ما عدا هذا مما لا تخلوا منه معاجمنا فمهه ومهاه (1).
وقبل بيان الخلط ينبغي أن أفرد كلا من الشاعرين بحيدث ثم أردف ذلك مما حدث من غلط له ولم تبعه.
السحبمان:
سحيم عبد بني الحساس وسحيم بن وثيل الرياحي، ولا صلة بينهما تدعو إلى الخلط فيهما، وسنرتب ما يفترقان فيه على الحديث عن كل واحد منهما وحده، ليتبين الزلل والخطل.
سحيم عبد بني الحسحاس:
قال القتبي: " كان حبشياً مُعَلَّطاَ قبيحاً " (2).
وقال الجحمي: " حلو الشعر رقيق حواشي الكلام " (3).
شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والاسلام، غير أنه لم تعرف له صحبة، وأشهر أشعاره قصيدته الطويلة التي كان يسميها ابن الأعرابي (الديباج الخسرواني) مطلعها:

ــــــــــ
(1) يسير سهل القاموس.
(2) الشعر والشعراء، معلطا: موسوما بالعلاط أي الخطوط المصنوعة في الوجه كما نرى الآن.
(3) طبقات فحول الشعراء ص 156.