/ صفحه 182/
الهامة من تاريخ اليمن الزيدية الحديث، تلك الفترة التي حكم فيها الإمام المتوكل على الله يحيى بن محمد حميد الدين، والد جلالة الإمام أحمد الناصر لدين الله إمام اليمن الحالي، وسمى جده الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين مؤسس الدولة الزيدية باليمن.
وكما أن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين هو مؤسس الدولة الزيدية باليمن ـ كما سبق أن ذكرنا ـ فكذلك نجد أن الإمام المتوكل على الله يحيى بن محمد حميد الدين هو باعث دولة اليمن الزيدية الحديثة، وجامع شتاتها، فلقد بويع بالامامة بعد فواة والده الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين فيك ربيع الأول من سنة 1322 هـ / وفي يونية من سنة 1904 م، في هذا الوقت الذي كانت فيه دولة اليمن الزيدية مغلوبة على أمرها خاضعة لنفوذ الاتراك العثمانيين أصحاب دولة الخلافة العثمانية، والذين كانوا يحكمون حكما مباشراً في صنعاء وما يحيط بها وفي بلاد تهامه، وكانت حامياتهم العسكرية منبثة في كل هذه المناطق. وكانت رقعة الدولة الزيدية المستضعفة في ذلك الوقت محصورة في صعدة وما يحيط بها.
فقبل الإمام أن يتحمل تبعات الحكم، وهو يعرف عظم المسؤولية التي القيت على عاتقه بعد أن أصبح إمام الزيديين وزعيمهم السياسي، يعرف أنه قد أصبح عليه أن يحمل السيف في وجه دولة الخلافة العثمانية ويحارب جيشها في اليمن وعمالها الاتراك الذين عبثوا بحرية العرب اليمنيين وبحقوقهم، وخرجوا على تعاليم الدين الاسلامي، وارتكبوا الكثير من الفظائع والموبقات، ليحرر اليمن ويحصل للشعب اليمني على الوحدة والاستقلال.
فأعلن الإمام يحيى عقب توليته للإمامة الجهاد ضد الاتراك الذين كانوا بصنعاء العاصمة وبالبلاد الساحلية من اليمن، فلقد استبد هؤلاء بأفراد الشعب، وأرهقوهم بالضرائب، وأهملوا مصالحهم، وعاملوهم معاملة بعيدة عن الحكمة والانصاف حتى أحرجوهم؛ فما هو إلا أن نادى الإمام بحرب هؤلاء المستبدين