/ صفحه 133/
كتاب للحافظ المؤرخ المشهور محب الدين بن النجار البغدادي المتوفى سنة ثلاثة وأربعين وستمائة، وآخر للقيسراني، وثالث للحافظ ابن نقطة. وقد عنى السيوطي بعد ذلك بالبحث في الكنى والألقاب والإضافات والأنساب إلى غير ذلك.
والغالب أن هذه المؤلفات لا تخلوا من الأوضاع والمصطلحات الخرفية والمهنية والعلمية على اختلافها، ونلاحظ أن كتاب السمعاني أوسع وأشمل في هذا المعنى فإنه قال في مقدمته " لما اتفق لي الاجتماع مع شيخنا وإمامنا أبي شجاع عمر ابن أبي الحسين البسطامي فيما وراء النهر، كان يحثني على نظم مجموع في الأنساب، وكل نسبة إلى قبيلة أو بطن أو ولائم أو قرية أو جد أو حرفة أو لقب لبعض أجداده فإن الأنساب لا تخلو من واحد من هذه الأشياء، فشرعت بجمعه بسمرقند في سنة خمسين وخمسمائة، وكنت أكتب الحكايات والجروح والتعديل بأسانيدها ثم حذفت الأسانيد لئلا يطول، وملت إلى الاختصار ليسهل على الفقهاء حفظها ولا يصعب على الحفاظ ضبطها إلى آخر ما قاله في المقدمة المذكورة. والواقع أ ن كتاب السمعاني موسوعة في التاريخ والبلدان واللغة والأدب والشعر والأنساب وكتاب جليل في الفقه والحديث، والملل والنحل، وفيه فوائد غير قليلة من تاريخ مصر وبلدانها ومحدثيها وعلمائها وما إلى ذلك.
تحدث السمعاني في المقدمة بأحاديث تدل على مفهوم كلمة الأنساب عندهم، ومن هو النسابة الخبير بهذا الفن، وما هو أسلوبهم في الكلام على الأنساب، ومن تلك الأساليب مثلا: أحاديث عن قبائل يقال إنهم من العرب وهم أقدم من العرب جرهم وهم بقية عاد: وثقيف وهم بقية ثمود، وهذا الحديث مروي عن الإمام علي وتحدث في المقدمة عن العرب العدنانية والقحطانية وديارهم، وعن نسب جماعة عن قبائل متفرقة، وعن المفاضلة بين بعض القبائل والبطون، وعقد فصلا تحدث فيه عمن ينسب من القبائل إلى اللؤم والدناءة مثل باهلة وغني وألأم منهما في رأي آخرين عك والاشعريون وعن معرفة مشاهير العرب بالأنساب وقد وصف أبو بكر بأنه رجل نسابه أي أنه يعرف القبائل بأصولها وفروعها ومميزاتها