/ صفحه 134/
فرعا فرعا وبطنا بطنا وأنه يعرف سير سراتها وأوصافهم وما إلى ذلك مما يتصل بصميم علم الأنساب ومن الأمثلة على أساليبهم في البحث عن الأنساب قول أبي عبد الله الزبير بن بكار: العدد من تميم في بني سعد والبيت في دارم والفرسان في يربوع. وقوله أيضاً البيت من قيس في غطفان ثم في بني فزارة والعدد في بني عامر والفرسان في تميم. وما أكثر الأمثلة التي تدل على أساليب هؤلاء النسابين وحذقهم في خصائص القبائل والبيوتات ومميزات الفروع والبطون من مناقب ومثالب ومدائح ومذام وخصوصاً ما يروي عن الزبير بن بكار وأمثاله وهي أحاديث يتخللها أحيانا شعر وأدب وتاريخ غير قليل. وخلاصة القول: هذه المقدمة طافحة بهذه الأساليب في التحدث عن الأنساب.
صيغ الأنساب:
هذا ويلاحظ أن الصيغ المثبتة في أنساب السمعاني هي الصيغ القياسية العامة غالبا المتعارفة في الأنساب وقد عرفوا هذا النوع من النسبة بأنه إضافة ياء مشددة مكسور ما قبلها على الاسم المنسوب إليه والغرض من النسبة هو الدلالة على تخصيص الاسم المنسوب أو توضحيه ومن ذلك أكثر مواد هذا الكتاب وصيغ النسبة فيه إلى البلدان أو إلى القبائل ولكن السمعاني لم يفته إدماج صيغ سماعية أو شاذة في هذا الباب. وهذا النمط من الأنساب غير قليل في الكتاب ومن رأيه أن كثيراً من الأنساب لا مجال للقياس فيها كما صرح بذلك في مادة (الرازي) قائلا هذه النسبة إلى الري وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفا لأن الحاق الراء قبل الياء مما يشكل ويثقل على اللسان والألف لفتحة الراء وقال السمعاني أخيراً ما يأتي: " على أن الأنساب لا مجال للقياس فيها والمعتبر فيها النقل المجرد ".
الأنساب في الفارسية:
ومن هنا رأينا في ثنايا الكتاب نسبا وألقابا فارسية بحتة اشتهرت بها بعض البيوتات والأسر العلمية في تلك الديار النائية من أقطار الشرق مثل لقب (ديوكش) ومعناه القزاز و (زرشته) يعني صنعة الخيوط الذهبية. وتكثر