/ صفحه 132/
دائرة استعمالها فأصبحت مخصوصة بأنساب الهاشميين والعلويين. وقد عرف الحاج خليفة في كشف الظنون علم الأنساب بما يأتي: " هو علم يتعرف منه أنساب الناس وقواعده الكلية والجرئية "، والغرض منه الاحتزاز عن الخطأ في نسب شخص، ثم يتبجح الحاج خليفة قائلا: وهذا العلم من زياداتي على مفتاح دار السعادة، والعجب من ذلك الفاضل كيف غفل عنه مع أنه علم مشهور. وقد صنفوا فيه كتباً كثيرة. والذي فتح هذا الباب وضبط علم الأنساب: هو النسابة هشام بن محمد ابن سائب الكلبي المتوفى سنة أربع ومائتين، فانه صنف فيه كتاب (الجمهرة) و (الوجيز) و (الملوكي) ثم اقتفى أثره جماعة، ثم سمى صاحب كشف الظنون عدة كتب في الأنساب، ومن هذا التعريف لعلم الأنساب نعلم كيف اختلف مدلول هذه اللفظة؟.
أنساب السمعاني:
ومن أجلّ كتب الأنساب من الصنف الأول الذي يتناول النسبة إلى الحرف والأعمال والمصطلحات الصناعية والزراعية والتجارية، وأغزرها مادة: كتاب (الأنساب) للسمعاني، وقد سبقه إلى البحث في الأنساب بهذا المعنى: بعض أئمة الحديث والرواية، كالأمير أبي نصر ابن ماكولا في كتاب (الإكمال) والخطيب في (تاريخ بغداد) وأبو حاتم بن حيان في كتاب (الثقات) وكتاب المضافات لأبي كامل البصري، وغريب الحديث لأبي عبيدة، وهذه الكتب من مآخذ السمعاني في كتابه. ولنا أن نقول إن التواريخ التي وضعت على شاكلة تاريخ بغداد للخطيب وكذلك تاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ البصرة، وتاريخ الموصل، وتاريخ حلب، وتاريخ واسط، وتواريخ مصر، من مآخذ كتب الأنساب. ومن مآخذ كتب الأنساب أيضا: كتب الخطط والبلدان، والكتب المصنفة في أخبار رواة الحديث وأصحاب الأثر، فإن الطبقة القديمة من المحدثين والفقهاء كانت تحترف وترتزق من مهنة تمتهنها في كثير من الأحيان.
ألفت كتب غير قليلة في أنساب المحدثين على غرار كتاب السمعاني منها