/ صفحه 101 /
إذ ماذا نقول في قمرنا الطبيعي الذي اعتدناه، وماذا نقول في كتلته، فهو ليس واحداً أو اثنين من الأطنان، بل ولا ألفاً ولا مليوناً ولا ألف مليون، إنما هو أكبر من ذلك بكثير، فهو يبلغ حوالي المائة مليار المليار من الأطنان، باعتبار أن المليار ألف مليون طن، هذا القمر يدور حول الأرض مرة في كل شهر، وفي هذه الفترة يكون قد دار حول نفسه دورة واحدة، وبالرغم من أن كتلته تبلغ القدر الذي ذكرناه فإنها تساوي واحداً على خمسين تقريباً من كتلة الأرض، وكتلة الأرض هذه إلا تبلغ إلا حوالي واحد على ثلثمائة ألف من كتلة الشمس، ومع أن الأرض هذه لا تبلغ إلا حوالي واحد على ثلثمائة ألف من كتلة الشمس، ومع أن الأرض تأخذه معها في دورانها حول الشمس، حيث تقطع في كل دورة بضعة مئات الملايين من الكيلو مترات، فإن الشمس ذاتها تسير في الفضاء ومعها الأرض والقمر، وتسير بسرعة كبيرة نحو " هرقل " من مجموعة نجوم المجرة التي تعتبر الشمس إحدى نجومها، هذه المجموعة التي تبلغ حوالي المائة ألف مليون نجم، فيها ما هو أكبر من الشمس مثل " كابلا " الذي يبلغ قدر الشمس مليون مرة، وفيها ما هو أصغر من الشمس، وزيادة عن هذه الحركة للشمس نحو " هرقل " فإنها تدور أيضاً مع دوران المجرة كلها في الفضاء دورة كاملة كل حوالي 300 مليون سنة، وليس هذا آخر المطاف في الحركة، بل إن المجرة كغيرها من المجموعات الكونية، التي يبلغ عددها حوالي المائة ألف مليون مجموعة كالمجرة، يبتعد بعضها عن بعض بسرعة جبارة أكبر بكثير من سرعة القمر أو الأرض أو الشمس، تلك السرعة التي استطاع أمثال " ليميتر " و " دي ستر " و " أينشتاين " و " إدنجتون " وغيرهم أن يتعرفوا عليها فيتعرفوا على أننا أبناء كون يكبر ويمتد، وكأننا نكون جميعاً قشرة لكرة تكبر فتتباعد أجزاء هذه القشرة بعضها عن بعض، وليس لنا أن نسأل ماذا عسى أن يكون خارج هذه الكرة الكبيرة؟ ولا ماذا عسى أن يكون بداخلها؟ على أن سرعة الابتعاد هذه أتاحث لطائفة من العلماء أن يتعرفوا على كتلة الكون ومجموع ما به من مادة، بل على عدد ما به من الذرات، بل على عدد ما به من الالكترونات، والالكترون هو ذلك الجسيم الذي يدور حول نواة الذرة.