/ صفحه 102/
إذا تأملنا كل هذا تضاءل العمل الذي قمنا به من قذف قمر مصنوع وزنه طن أو أكثر يدور حول الأرض.
وتراني وقد ابتعدت أنا أيضاً عن مقالي الأصلي كما يبتعد كل شيء في هذا الكون، ذلك المقال الذي كنت اعتزمت اليوم أن أكتبه لقراء " رسالة الإسلام " وهو أن أتحدث عن ضرورة إيقاف التفجيرات النووية، بعد أن شهدت كما ذكرت في أول هذا المقال المؤتمر المنعقد في 10 يونية في سيلان، ذلك المؤتمر الذي ضم 78 شعبا، والذي نظمه جمع من العلماء وأهل الرأي، فاجتمع في كولومبو 402 مندوبا عن هذه الشعوب، وكنا أربعة من المصريين، وحوالي 20 عضواً من الشعوب العربية من الخليج الفارسي إلى المحيط الاطلسي، ولقد ألقيت كلمة في هذا المؤتمر عن تحريم التفجيرات النووية، كما أنابتني الوفود العربية عنها لإلقاء كلمة على شعب سيلان في ميدان الاستقلال، حيث اختار المؤتمر ثمانية لإلقاء كلمات عن السلام، وحيث حضر هذا الحفل حوالي خمسون ألفاً من سكان هذه الجزيرة.
ومنذ ذلك الحين، منذ زيارتي لكولومبو وكاندي في سيلان، ثم زيارتي لبمبائ بالهندن ثم عودتي لوطني كان شاغلي الأكبر قضية تحريم التفجيرات الذرية كجزء من قضية السلام ـ هذه الذرة ـ هذا الانشطار النووي الخطير ـ هذا التجمع الهيدروجيني، كل هذه المواضيع شغلتني، فألقيت عنها محاضرتين في القاهرة، وبعثت بعدة رسائل تساهم في رفاهية بني الإنسان، وكان دوري اليوم لأكتب عن هذه المواضيع في " رسالة الإسلام " لو لا أن جرني القمر الصناعي اليوم معك خارجا عن الفضاء الذي كنت أسبح فيه ـ فضاء السلام على الأرض وحياة الملايين من الأطفال الأذكياء والأبناء الأبرياء.
* * *
ولعل القارئ يتساءل: وما فائدة هذه الأقمار؟ وإني أجيبه أنها محاولة أولى لمعرفة الجو الذي يحيط بنا ومعرفة ما بعده، وهي تكملة لمعلوماتنا في الطبيعة الفلكية والطبيعة الأرضية، وهي على أي حال تقوى فينا الأمل في ألا يكون وجودنا محدوداً