/ صفحه 60/
ثالثهما، فإن هممت يأميرالمؤمنين بقتل يزيد فبالله عليك أبدأ بأيوب من قبله، ثم اجعل يزيد ثانيا واجعلني إن شئت ثالثا والسلام.
فلما دخل يزيد بن المهلب وأيوب بن سليمان في سلسلة واحدة أطرق الوليد استحياء، وقال: إنا أسأنا إلى أبي أيوب إذ بلغنا به هذا المبلغ، فأخذ يزيد ليتكلم ويحتج لنفسه، فقال له الوليد ما يحتاج إلى الكلام، فقد قبلنا عذرك وعلمنا ظلم الحجاج، ثم إنه أحضر حدادا وأزال عنهما الحديد وأحسن إليهما ووصل أيوب بن أخيه بثلاثين ألف درهم، ووصل يزيد بن المهلب بعشرين ألف درهم وردهما إلى سليمان، وكتب كتابا إلى الحجاج يقول له: لا سبيل لك على يزيد بن المهلب فإياك أن تعاودني فيه بعد اليوم فصار يزيد إلى سليمان بن عبدالملك وأقام عنده في أعلى المراتب وأرفع المنازل.(1)
لبث الشأن كذلك حتى توفى الوليد في السادسة والتسعين بعد وفاة الحجاج في الخامسة والتسعين فتغيرت الأمور بعد أن ولى الخلافة سليمان بن عبدالملك، فمن اليقين:
كل حال لضده يتحول فالزم الصبر إذ عليه المعول
قدر غالب وسر الخفايا فوق عقل الأريب مهما تكمل

*(هوامش)*
(1) الذيل التالي لشمرات الأوراق ج 2 ص 71.