/ صفحه 55/
قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد)). والوصول إلى هدف الإيمان بالله إذن في حاجة إلى إرادة قوية كما هو في حاجة إلى تغلب على النفس حين تشتهي فتحرم، أو حين تملك فتفقد، إذ أنها أخيرا ستسمو وترتفع: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)).
* * *

دعوة سهلة رخيصة هي دعوة الأنسان إلى الحيوانية أو ((الوجودية)) ودعوة فيها جهاد وكفاح وهي دعوة المثل والإيمان. والإنسان كائن فوق الحيوان فرسالته في حياته هي رسالة الجهاد والكفاح أو رسالة المثل والإيمان، وليست رسالة مساوقة لرسالة الحيوان.
لا تطغى المادية أو الوجودية في عصور الإنسان إلا في أعقاب الحروب والكوارث ولا تظهر الدعوة للإيمان بالله إلا إذا دفعت الحاجة للوقاية من الفساد والانحلال وخشية من هزيمة الإنسان في الحياة الإنسانية.
حياة الإنسان في تاريخ البشرية مرددة بين السقوط والإرتفاع. والدعوة إلى السقوط هي نداء الوجودية والمادية، والعمل إلى الإرتفاع هو ما يدعوا إليه الإيمان بالمثل وبالله.