/ صفحه 438/
ولقد أعجب أمراءبوسنة وزعماؤها بتعاليم هذا المذهب فاعتنقوه أو أيدوه بالعطف على معتنقيه ورعايتهم والدفاع عنهم وبلغوا من الصلاح وحسن سياسةالناس ما لا يزال يذكر لهم بكل إكبار فيقال مثلا OD KULINA إلى المؤتمر امرأة كانت قد شكت إليه زوجها تطلب فسخ نكاحها بدعوي ارتداده، فاستغلت المرأةالموقف BANA IDOBRIJE DANA وذلك تعبير عن التحسر على ما قد مضى من السعادة والرخاء في عهد الأمير ((كولين بان)).
ولكن بدعةالتعصب الديني الذي أصبح ركنا من مسيحيةالقرون الوسطى على اختلاف مذاهبها لم تكن لتدع البوغوميلي في راحة وطمأنينة، فأما الكنيسة الأرثوذ كسية الصربيةبرياسة ساوه القديس ابن الملك نمانيا فإنها بعد أن حرصت على التنكيل ببوغومبلي وطردهم من صربيا لم تستطع في أول الأمر عمل شيء أكثر من أن تستنزل اللعنةعلى (راستوديه) شيخ هذه الفرقة وعلى الذين لا ينحنون أمام الصور المقدسة والصليب المجيد من المسيحيين والمسيحيات ولما استولى الصرب على جزءمن بوسنةالشرقية حاولوا مكافحة البوغوميلي فعين لملكهم أحد بنى قومه أنيقفا لبوسنةو طلب من البابا أن يوفد إليها قسيسين يعرفان لغةالبلاد ليقوما بمكافحة ((الهرطقة)).
وأما البابا فإنه لما سمع بانتشار تعاليم ((الفرقة الضالة)) في منطقةنفوذه ثارت حفيظته فبدأ يهدد البوغوميلي بواسطةمندوبية الذين كان يرسلهم إلى بوسنةليحاولوا حملهم على أن يستبدلوا سبيله بسبيلهم، فكان هؤلاء المندبون يكتبون معاهدات مع أمراءو زعماءبوسنةتلزم البوغوميلي باتباع تعاليم الكنيسةالرمانية، وكان البوغوميلي يتظاهرون باعتناق الكثلكة وترك مذهبهم فإذا عاد المندوبون تركوا الكثلكة ورجعوا إلى مذهبهم، الأمر الذي كان يضطر البابا إلى الطلب من ملوك هنغاريا أن يجردوا حملات عسكريةعلى البوغوميلي لتأديبهم وردهم إلى ((نبره اللين))، فكان البوغوميلي وأمراؤهم إذا بلغهم الخبر عن اقتراب جيوش جرارةمن ربوعهم ومواطنهم، لا قبل لهم بها، يعلنون أنهم يتبرءون من نحلتهم ويعتنقون