/ صفحه 437/
((توركو مادة)) خمسين مسألة يختلف البوغومبلي مع المسيحية الرسمية في كل منها اختلافا تاما، ومن الحري بالذكر من تلك المسائل أنهم كانوا يرفضون ويستنكرون العهد القديم (التوراة) ولا يعترفون بنبوةالأنبياء الذين وردت أسماؤهم فيها.
بدأت هذه الفرقه تنتشر في إمارة صربيا أي في الجنوب الغربي من جمهورية صربيا في يوغوسلافيا الحالية حوالي سنة فنشط البوغومبلي في نشر مذهبهم بين سكان الإمارة وعند ما ظهرت نتائج دعايتهم خاف أولو الأمر (أي الكهنة والزعماء وعلىرأسهم ((نمانيا)) مؤسس الأسرة المالكة الأولى في صربيا) على مراكزهم من تفشي المذهب الجديد. فما لبثوا أن أعلنوها حربا عوانا على ((الفرقة الضالة)) أثر مؤتمر عقدوه بغيةتوحيد الجهود في الكفاح وإحباط خطط ((المرتدين)) والعاطفين عليهم.
ومما يدل على نجاح دعوة البوغوميلي ما ذكر الملك ((استيفان)) ابن الأمير ((نمانيا)) في ترجمة حياة أبيه من ظهور معارضة قوية ضد اتخاذ المؤتمر أي قرار حاسم ضد المعتنقين للمذهب الجديد، فاضطر نمانيا إلى الالتجاء إلى حيلة لتهدئة لغط المجادلين ولحمل المعارضة على خذلان البوغوميلي والتخلي عن الدفاع عنهم، فقدم إلى المؤتمر امرأة كانت قىشكت إليه زوجها تطلب فسخ نكاحها بدعوى ارتداده، فاستغلت المرأة الموقف للحصول علىطلبتها فانبرت تستبشع العبادةالتي يقوم بها زوجها وتستفظع كفره بالثالوث، فبذلك توصل نمانيا إلى أن يقرر المؤتمر وجوب تجريد حملةعسكريةعلىالبوغوميلي، فنفذ هذا القرار وصب المتعصبون جام الغضب على البوغوميلي بأن أحرقوا كتبهم ودمروا منازلهم وصادروا ممتلكاتهم ونكلوا بهم فقطعوا لسان زعيمهم وأحرقوا بعضهم وأذاقوا أنواعا من العذاب بعضا آخرين، فتشتت البوغوميلي وفرت جماعةمنهم إلىالشمال والتجئوا إلى ولاية بوسنةحيث وجدوا قوما أرحب صدرا وألين جانبا فوجدت دعوتهم أرضا خصبةو انتشر مذهبهم في أقطار الولاية التي أصبحت مركزا لهذا المذهب وأمثاله في أوربا الجنوبية كلها في القرن الثالث عشر.