/ صفحه 439/
المسيحية الرسمية، فبتلك الطريقة كانوا يسلمون من الإبادة، ثم يرجعون إلى مذهبهم المحبوب إذا زال الخطر.
ولقد تكررت هذه المعاهدات والحملات وما يتبعها من الارتداد عن الدين والرجوع إليه حتي أصبحت بوسنةجارة شمالية للسلطنة التركية بعد انهزام الصرب وحلفائهم في معركة ((قوصوه)) ونشأت بين البلدين علاقات تجارية أتاحت للبشناق فرصة التعرف على دين الله ومزاياه والشبه القوي بينه وبين نحلتهم فاعتنقه بعضهم في بوسنةالشرقية.
وأما دخول أهالي بوسنة في دين الله أفواجا بعد فتحها سنةعلى أثر خرق ملكها ((استفان توما شيفتش)) للمعاهدة المعقودةبينه وبين السلطان بالامتناع عن أداء الخراج، فمن القرائن الدالةعلى إ سلامهم طواعية أن الأتراك استولوا على صربيا من قبل فبقى أهاليها علىدينهم ولم يرغمهم السلطان على الإسلام، وأن بعض الأسر البوغوميلي في بوسنةتباطأت في اعتناق الإسلامفلم تسلم إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (أسرة((هلج)) أسلمت سنة). ومن الأدلة الساطعةعلى عدم إكراه أهالي بوسنةعلى اعتناق الإسلام ما ورد في الوثيقة الموجودةفي ((دوجي)) إحدى البيع الأرثوذ كسية في هر سك والمؤرخة سنة1505 من ((أن كثيرا من الناس اعتنقوا (الدين الإسماعليي) بدون أي إكراه)). فلا يمكن إذا تعليل مبادرةمعظم أهالي بوسنةإلى اعتناق الإسلام إلا بما سبق ذكره من تقارب بين الإسلام وبين مذهبهم في نقاط أساسيه كثيرة، وبرغبتهم في التخلص من حملات البابا وفي بقاءأرواحهم وأملاكهم تحت حمايةإخوةلهم في الدين كانوا أكبر قوة عسكرية في عالم ذلك الزمان.