/ صفحه 434/
هي ((على علاقات ببني قومها في خارج هنغاريا))، فحكم عليها بالفناء عن طريق التنصير أو الإجلاء. والمؤلف لايذكر الإسلام بل يعتبر البشناق وثنيين، ولكن بعض ما ورد في تلك القصة يشف عن عادات تماثل العادات في بوسنة-3-
البنجاك والبشناق:
في القرن التاسع الميلادي زالت مملكة الخزر من الإقليم الممتد من ساحل البحر الأسود نحو الشمال، تحت ضربات شعوب تركية يرجح أن الإٍسلام كان قد انتشر بل ويدل على إسلام أبطالهم أو اعتناقهم لتعاليم فرقة ذينية تشبه تعاليم فرقة ((بوغومبلي))، فهتاف البنجاك في هذه القصة ((هوى، هوى)) يدكرنا بما نسمع في التكايا من الذكر الجهري ((هو، هو))، ورئيسهم الديني ((الشيخ السائح)) يذكرنا برجال الدين في فرقة ((بوغومبلي)) أو بشيوخ الطرق الصوفية. والوليمة في معسكر البجناك تجري علىنحو ما لا تزال تجرى عليه في بوسنة: ((كانت ألوان من الطعام موضوعةعلى الخوان: لحم البقر في الشوربة من الشعير المجروش ثم اللحم الضاني والسمك والكعك من دقيق القمح، وكانت الأواني يتصاعد منها البخار وهي موضوعةعلى البسط أمام الضيوف، وكانت الفتيات يدرن بالطشوت لغسل الأيدي بعد الفراغ من كل طبق)).
ولنقرأ الآن وصفا لحياة المسلمين في قرى بوسنة في القرن العشرين - ليتضح لنا الشبه - وهو ما كتبه الأستاذ عبد المنعم أثناء زيارته لبوسنة ونشر في جريدة ((البلاغ)) في 11/6/1939: ((إنهن لعجيب حقا أن يتغلب الإسلام في هذه البلاد الأوربيةعلىالتقاليد القومية اليوغوسلافية حتى لينظر إليها المسلمون الآن كأنها عادات أجنبيةعنهم، ولعل هذا هو ما يميزهم عن سائر مسلمي العالم، فهم في قلب أوربا أشد تمسكا بالتقاليد والعادات الإسلامية من إخوانهم في الشرق. وقد أتيح لي أن أزور بعض بيوتهم الجبليةو شهدت أساليبهم في المعيشة وشعرت كأنني في بيوت العرب المتقدمين، وأذكرهنا بعض الأمثلة فهىليست مما يعيبهم بل هم يفخرون بها ويكثرون من ذكرها. ففي بيت مسلم كبير جلسنا في ((صالون)) عربي على أرائك مستطيلةننتظر مائدةالعشاء وطاف بي صاحب الدار في بعض غرفه يريني آثارها الشرقية ففي كل غرفةحمام وموقد لغلي الماء، وهي ميزةينفرد بها المسلمون دون سائر اليوغوسلافيين. وللنساءجانب خاص ببهو لا يبرزن منه ولا يقدمن للزوار