/ صفحه 433/
البنجاق في هنغاريا أن الهنغار كانوا يطلقون كلمة Beseneu (بسني) على البجناق وعلى المسلمين عموما، ومن الجدير بالبحث تطور كلمة بجناق في لغات شعوب جنوب شرقي أوربا وإثبات أنها، ((بشناق)) في نطق السلافيين ثم الاستدلال على علاقة مسلمى هنغاريا ببوسنة وتوطن بعضهم فيها نظرا إلى ما كانوا يتعرضون له من الاضطهاد حين بدأ انتشار المسيحية في هنغاريا في أواخر القرن العاشر الميلادي فإذا لا حظنا أن حرف ((س)) في هذه الكلمة ينطق في اللغة الهنغارية ((شيناً)) كما في اللغات الصربية والكرواتية والبلغارية، ويقوم مقامه، ((تش)) في التركية الدارجة وأن ((أي)) في اللغة الهنغارية يقابله ((أغ)) في البلغارية و((أك)) في التركية الدارجة واعتبرنا أيضا عدم استعمال الحركات في الكتابة العربية، فان كلمة البجناق ليست إلا كلمة البشناق، ومما يؤيد الرأي بأن بعض البشناق (سكان بوسنه) هم طائفة من البجناق توطنت في بوسنة أثناء الاضطهاد الديني في هنغاريا أن اللهجة التركية التي كانت تستعمل خلال الحكم التركي في بوسنةو حفظتها الآثار من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر مشوبة بكثير من خصائص لغة الأتراك في وطهنم القديم، فيقرر بعض العلماء: ((أن حاجا من بخارى كان يستطيع أن يتفاهم مع بشناق بتكلم التركية الدارجة، أسهل مما كان يستطيع ذلك مع أحد الأفندية المتمكن من اللغة التركية الفصحى من استانبول)). ويقرر العالم بطرس البستاني في ((دائرة المعارف)) أن المسلمين البشغرد في هنغاريا هم أهالي بوسنة وصربيا، وقد غلب إطلاق اسم بشناق عليهم، نظرا إلى أن تلك البلاد كانت تحت حكم هنغاريا أو نفوذها، ولكن البستاني لا يدخل في تفاصيل الشبه بين البجناك والبشناق فيقول إن البجناك هم غير البشناق.
إن ذكرى شجاعة المسلمين البجناك بقيت حية في الشعب البلغاري مدة طويلة وقد خلدها الأديب الهنغاري ((فرانتز هرتزغ)) في قصة ترجمت إلى الألمانية بعنوان ((دي هابدن)) (الوثنيون)، وهي تشتمل على وصف شجاعة ومقاومة هذه القبيله الأبية الواعية التي تدين بغير دين الدولة وتتمسك بغير تقاليد أكثريةأهلها والتي