/ صفحه 425/
((كما بدأنا أول خلق نعيده)).
((وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا، قل كونوا حجارةأو حديدا أن خلقا مما يكبر في صدوركم، فسيقولون من يعيدنا؟ قل الذي فطركم أول مرة)).
((وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون، وهو الذي يحيي ويميت، وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون، بل قالوا مثل ما قال الأولون، قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون؟ لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل، إن هذا إلا أساطير الأولين، قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون؟ سيقولون لله، قل أفلا تذكرون)).
((وضرب لنا مثلا ونسي خلقه: قال من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة)).
((يأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب)).
إلى غير ذلك من الآيات التي تذكر قدرة الله، وتذكر بنشأة الخلق، وترد عليهم استبعادهم للأمر)).
* * *
اللون الثاني: من ألوان التفكير التي يرجع إليها إنكار هذه القضية إنه لا فائدة ولا ثمرةيمكن أن تقصد من البعث ومن أن يحشر الناس إلى دار أخرى.
وهذا اللون من التفكير منبعث عن نظرية فلسفية عميقة الجذور في التاريخ خلاصتها: أن الكون قد وجد مشتملا على جميع العوامل التي تؤدي إلى تفاعله ذاتيا وتلقائيا، فليس هناك مؤثر فيه من خارجه بل كل ما فيه هو منه، وهو قائم على التوالد والتفاني الذاتيين، فالناس مثلا يحيون بلاتوالد الذي هو نتيجةالتزاوج بين الذكر والأنثي، ثم يمرون بأدوار الطفولة والشباب والكهولة والشيخوخةحتى يصلوا إلى الإنهيار التام فالموت، وكل ذلك بفعل الزمن الذي مروا به، والحياة التي لبسوا ثوبها، واحتملوا تصاريفها وأثقالها،