/ صفحه 424/
بعيد)). ((وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل بنبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد؟ أفترى على الله كذبا أم به جنة)) إلى غير ذلك من الآيات.
وطريقةالقرآن في الرد على هؤلاء ومعالجةهذا الاستبعاد أن يقول لهم: إنكم قد غفلتم عن كثير من آيات الله التي تشاهدونها بأعينكم، وقد صارت لديكم أمورا مألوفة، لكثرة حدوثها، وتكرر رؤيتها.
فهذه الأرض تكون ميتةهامدةفينزل الله عليها الماء فتصبح مخضرة ناضرة بالزرع والنبات:
((وترى الأرض هامدة، فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ذلك بأن الله هو الحق، وأنه يحيي الموت، وأنه على كل شيء قدير، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور)).
((ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد، والنخل باسقات لها طلع نضيد، رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا، كذلك الخروج)):
وهؤلاء الناس ينامون ويضرب الله على آذانهم مدة من الزمان يكونون فيها كالموتى ثم يبعثون، وذلك هو المعنى الذي صح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نادى به من قومه حين أمر أن يصدع بدعوة الحق بعد أن كان مستخفيا بها، فقال: ((والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما يستيقظون ولتحاسبن بما تعملون)).
هذا قريب مما جاء به القرآن الكريم في قوله تعالى: ((الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)).
وهناك آيات كثيرة في الرد على الذين ينكرون البعث استبعادا، أساسها أن الله لا يعجزه شيء، وليس شيء عليه بالبعيد، فهر القوى القادر الذي خلق الخلق وانشأه من العدم، فكيف يصعب عليه أن يعيده؟
((وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)).