/ صفحه 412/
ويلاحظ على ترجمة السيوطى بعد موافقتها للصواب في النسب والكنية إضافتها لقب نظام الدين إليه مع أنه للأديب، وليس للنحوي لقب عرف به، كما يلاحظ عليها تردده في مقبرته فمرة في إشبيلية ومرة في حلب، وليس من شك أن منشأ هذه الحيرة الاعتقاد أن ابن خروف واحد هو النحوي لا غير، ولو اطلع السيوطي على الوفيات - وهو الطلعة - لصحح الأوضاع.
ترجمته في نفخ الطيب:
ثم ترجم له أيضا المقري في نفح الطيب موافقا البغية في نسبه وكنيته ولقبه، وزاد على من تقدمه أنه قدم إلى مصر ثم سار إلى حلب ومات بها مترديا في جب حنطة سنة 603 هـ، وقيل في التي بعدها. وأنشد له الشعر الوارد في الفوات مع استكمال نثر رسالة الاستهداء للفروة كما في وفيات الأعيان.(1)
وبعد هذه المعاجم المنوط بها تراجم الأعلام قرأت في هبة الأيام للبديعي لمناسبة استمناح أبى تمام فروا: حديثا خاص بهذه الرسالة التي نسبت لابن خروف النحوي مثبتا أنهاله فقال: ((وكتب أبو الحسن علي بن محمد القرطبي النحوى الشهير بابن خروف إلى أبي المحاسب يوسف الشهير بابن شداد يستجديه فروا بقوله: الأبيات الأربعة ثم النثر))(2).
ويظهر أن الشهرة للنحوي بالشعر عند المتأخرين حملت العلماء بعد في مؤلفاتهم إذا ما عرضت أبيات فيها مجرد النسبة لابن خروف أن يجعلوه النحوي دون شك منهم تبعا للشهرة، ومن الأمثلة في ذلك مارواه علاء الدين البهايي في كتابه:((مطالع البدور في منازل السرور)) في الباب الثالث والعشرين (الغلمان) إذ يقول: ((قال ابن خروف النحوي الأنلدسي في وصف راقص:
ومنوع الحركات يلعب بالنهي لبس المحاسن عند خلع لباسه
متأودا كالغصن بين رياضة متلاعبا كالظبي عند كناسه
بالعقل يلعب مقبلا أو مدبرا كالدهر يلعب كيف شاء بناسه(3)

*(هوامش)*
(1) ح 2 ص 18 المطبعة الأزهرية المصرية.
(2) هبة الايام ص 259 وما بعدها.
(3) المطالع ح 1 ص 248 مطبعة إدارة الوطن.