/ صفحه 413/
فذلكة:
يستفاد من المراجع المتقدمة؛ والعمدة فيها وفيات الأعيان: أن النحوي على ابن محمد بن علي، وأنه ليس شاعرا، وأنه متوفى بإشبيلية، وأن وفاته سنة عشر أو تسع بعد الستمائة.
أما الأديب فهو علي بن محمد بن يوسف، وأنه الشاعر صاحب المقتطفات المتنوعة، وأنه متوفى في حلب، وأن وفاته سنة ست وستمائة أو غيرها، وذلك هو ما تركن إليه النفس، ويستريح له الخاطر - ومن المراجع المتأخرة أن النحوي هو الشاعر، وفي جده اختلاف، وفي مقبرته خلاف أيضا، مع بعد الشقة بين المشرق والمغرب.
* * *
وعلى أساس المراجع الأولى المعتمدة أذكر المميزات الفاصلة بينهما حتى لايبقى ثمة اشتباه بين النحوي والشاعر:
يتزايلان - بعد الاتفاق في علميهما وعلمي أبو يهما وكنيتيهما ومعاصرتهما - في الجد فهو علىّ للنحوي، ويوسف للشاعر كما في الوفيات، وفي اللقب:
نظام الدين الذي امتاز به الأديب، لا كما حكى السيوطي والمقري، وفي الحرفة: فالنحوي عالم فقط، والشاعر أديب فقط، وفي مصيرهما: فالنحوى مات حتف أنفه، والأديب لقى حتفه بظلفه، وفي مقبرتهما: فجدث النحوي في إشبيلية، والأديب في حلب، بل وفى أخلاقهما،: النحوي كان نفورا غاظ أستاذه ابن طاهر وساءت المعاشرة بينه وبين أقرانه، فوقعت مناظرات بينه وبين ابن عصفور مذكورة في الأشباه والنظائر للسيوطي (الجزء الثالث) وحدثت جفوة بينه وبين ابن مضاء بعد تأليفه: ((تنزيهالقرآن عما لا يليق بالبيان)) فناقضه ابن خروف بكتاب: ((تنزيه أئمة النحو عما نسب إليهم من الخطأ والسهو)) حتى برم منه وقال:نحن لانبالي بالأكباش النطاحة وتعارضنا أبناء الخرفان، أما الأديب فكان سمح الخلق مرح النفس بعيدا من التزمت والجدية، وآية ذلك معانيه الشعرية في أسلوبهاالعذب السائغ،