/ صفحه 411/
ثم أنشد له شعرا كثيرا خصوصا في النيل، واقتصرت خوف الإطالة على مقطوعات ثلاثة: بيتين في الكأس، وثلاثة في النيل، وأربعة في الفروة، وذلك لأن بيتي الكأس وثلاثة النيل قلده فيهما من بعده السيوطي والمقري، وأما أبيات الفروة التي لايغتفر له نسبتها إليه لما سبق من أن صاحبها الأديب على سبيل التنصيص في وفيات الأعيان فقد تابعه فيها المقري مع استكمال بقية الرسالة من نثر كما في وفيات الأعيان ولا أدري من أين تممها المقري - فمن الإنصاف كما سلف أن يكون التعقيب أو لا على فوات الوفيات، وما ذلك بغريب عليه ففي الكتاب أمثال لهذا التساهل المعيب. لا يتسع المقال لعرض شيء منها، ولطالما سمعت أذناى من مشايخي أن ابن شاكر ورّاق اجتمع له من الكتب عدد وفير، واستطاع أن يلتقط منها شذرات على غير تحقيق، فضمنها هذا الكتاب، وآية ذلك ألا ينسب كثيرا مما فيه إلى ما نقل عنه، مع أن نسبة الأخبار إلى أصحابها دون نقص أو زيادة مجلبة التصديق بها للعود إلى مواطهنا عند الريب أو التهمة، كما قيل: إن كنت ناقلا فالصحة، ورحم الله عبدالله ابن جعفر الطالبي إذا يوصي في قصيدته:
ونص الحديث إلى أهله فإن الأمانة في نصه(1)
ترجمته في بغية الوعاه:
ترجم له بعده السيوطي في بغية الوعاه على نمطه تماماً، نعم إنه زاد عليه في النسب والكنية واللقب والخلق إذ قال: ((هو علي بن محمد بن علي بن محمد نظام الدين أبو الحسن بن خروف … وكان في خلقه زعارّة ولم يتزوج قط وكان يسكن الخانات، ثم جاراه في تاريخ وحادث ومقر الوفاة، غير أنه نقل ثانيا عن ياقوت وفاته بإشبيلية سنة ست، ثم اقتصر في إنشاد شعره على بيتي الكأس وأبيات النيل الثلاثة، ولم يشر إلى رسالة الاستجداء للفروة من بهاء الدين شعرها ونثرها))(2)

*(هوامش)*
(1) نص الحديث: أنسب الكلام إلى أهله ولا تنقص فيهو لا تزد، والبيت من قصيدة في الحكم والنصائح.
(2) بقية الوعاه ص 354.