/ صفحه 408/
وبهاء الدين المحال عليه هو: أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم الأسدي قاضي حلب والعالم المشار إليه بالبنان، وفد إليه ابن خلكان من الموصل وكان حدثا أملا في رعايته الكريمة له. لما سلف من صداقة صحيحة المودة بين والده والقاضي بهاء الدين، فغمره بهاء الدين بعطفه، وحباه بسخائه، ونفحه بعلمه، حتى توفي بهاءالدين سنة 632 هـ رحمه الله.
ترجم له ابن خلكان بترجمة ضافية استعرض فيها حياته في أطواره كلها مع الثناء المستطاب كفاء ما لقيه من حسن وفادة ونور هداية، ورأى فيه من كريم الشيم والخيم لقاصديه ومعتفيه من الأدباء، ومنهم ابن خروف الأديب الشاعر الذي انتجعه فتوسل إليه بأرق شعر وأبدع نثر في استجدائه. واعتاد ابن خلكان - إذا جر الحديث في الترجمة ذكر آخر غير المترجم ولميكن ترجم له في الوفيات - أن يذكر نبذة عنه فيها التعريف به، تى لا يدع علما يطرا عرضه في الوفيات غفلا عن العلم به وبأخباره وإنها لسنة حميدة منه، والنبذة الخاصة بابن خروف في ترجمة بهاء الدين ننقلها عن الوفيات بنصها، وقبل نقلها ينبغى أن نكون على علم اليقين أن ما يخبر به ابن خلكان عن الأديب حقيق لامرية فيه، لأنه يشبه أن يكون قد شافه الأديب وحادثه وإن لم يواجهه، إذ رواه عن جماعة رأوا الأديب عند بهاءالدين قبل وصوله إليه، ودونك هذه الكلمة عن الأديب.
حديث عنه في الوفيات:
قال ابن خلكان: ((وأخبرني جماعة ممن كانوا عنده - بهاء الدين القاضي - قبل وصولنا إليه أنه قدم عليه الأديب نظام الدين أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف ابن مسعود القيسي القرطبي المعروف بابن خروف الشاعر المشهور، فكتب إليه رسالة، وفي أولها أبيات يستجديه فروة قرظ وهي:
بهاء الدين والدنيا ونور المجد والحسب
طلبت مخافة الأنوا ء من نعماك: جلد أبى
وفضلك عالم أني خروف بارع الأدب
حلبت الدهر أشطره و في حلب صفا حلبي