/ صفحه 407/
كما ستعرف عند الكلام على الشاعر، وذلك أحد الفوارق بين الاثنين، وفي الطن أن ذلك مما تسلل منه الخلط عند المتأخرين، فإن اتحاد الاسم في الشخص والأب والجد كفيل بالتعمية وإبعاد التفكير عن الاثنينية، فحق لهم ما زعموا. ولا يكفلون أن يخترقوا حجب الغيب بعد هذا الاتفاق العجيب.
الثاني أنه عين مقره الأخير الذي وورى فيه وأنه إشبيليةللتفرقة بينه وبين الشاعر المتوفى في حلب كما ستقف عليه بعد، وقد فات أباالفداء التنصيص على هذا المثوى مع موافقته للوفيات في عموم الترجمة(1).
الثالث وهو أهمها: تصريحه كما رأيت: أن النحوى غير الشاعر وأنه سيذكر نبذة عن الشاعر في ترجمة بهاء الدين بن شداد، وقد ذكرها حسب وعده، وسنعرضها عند الكلام على الشاعر إن شاء، وهذا الأمر مما انفرد به كتاب الوفيات وليس من شك أنه لو لا هذا التصريح القاطع لبقي الحق خافيا ولم يلتفت إليه باحث، خصوصا وقد أطبقت المراجع المتأخرة على التلفيق بين الاثنين وإلباسهما ثوبا واحدا يصعب معه الحدس والتخمين بالاثنينية فرحم الله ابن خلكان فإليه يعود العرفان، بما كان بعيدا عن الأذهان.
ومما تجب ملاحظته أن المراجع السالفة لم تتعرض في ترجمة النحوي إلى إضافة شعر إليه في أي غرض من أغراضه، بل لم تشر إلى أنه قال شعرا ألبتة، ولهذا مدخل في الفصل بينه وبين الشارع، وسيكون عنه حديث في القريب عند ذكر خصائص كل، مع تفنيد من زعم أنه شاعر، فضلا عن أنه أنشد عنه شعرا في مقطعات لأغراض متنوعة.
ابن خروف الأديب الشاعر:
لم أر من تحدث عنه مع طول الفحص والتنقيب سوى ابن خلكان، فإنه كتب عنه إلمامة فيها الكفاية، وردت استطرادا في ترجمة بهاء الدين بن شداد وفاء لإحالته عليه عند ما كان يترجم لابن خروف النحوى كما رأيت في ترجمته.

*(هوامش)*
(1) المختصر ح 3 ص 115 المطبعة الحسينية.