/ صفحه 406/
نعم اقتفاهما أبو الفداء في كتابه: ((المختصر في أخبار البشر)) لكن مع الاقتصار والاختصار، فقد تلاقت هذه المصادر في النقاط الرئيسية المخصصة للنحوي، مع اختلاف يسير في تقديم أو تأخير، وفي زيادة أو نقص لما لا يمس جوهر المميزات للمترجم، إذ عماد التشخيص للنحوي موقوف على انفصاله عن الشاعر في الوفاة والبلد المقبور فيه، بعد مفارقته له في الصناعة، وفي نقل هذه المراجع لعرفان ذلك، تطويل دون طائل - وفي وفيات الأعيان غناء أي غناء لزيادته عنهما قليلا، واختصاصه بالتصريح بالمغايرة بين النحوي والشاعر، لهذا كان آثر بالنقل منهما، على أنني سأنبه بعد على ما يلاحظ فيه الاختلاف بينها إن جر إلى الاشتباه والتخليط، وسأردف ذلك كله بالمراجع المتأخرة، ليتبين بعدئذ الصواب وماجانب الصواب.
ترجمته في الوفيات:
قال ابن خلكان: ((أبو الحسن على بن محمد بن علي الحضرمي المعروف بابن خروف النحوي الأندلسي الأشبيلي.
كان فاضلا في علم العربية، وله فيها مصنفات شهدت بفضله وسعة علمه، شرح كتاب سيبويه شرحا جيدا، وشرح أيضا كتاب الجمل لأبي القاسم الزجاجي وما أقصر فيه، وكان قد تخرج على ابن طاهر النحوي الأندلسي المعروف بالخِدبّ وتوفى سنة عشر وستمائة، وقيل أنه توفى سنة تسع وستمائة بإشبيلية رحمه الله تعالى.
وخروف بفتح الخاء المعجمة، وهو غير ابن خروف الشاعر، وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى في رسالته التي كتبها إلى بهاء الدين بن شداد)).(1)
إن ترجمه الوفيات تفضل ما سواها في المصدرين الآخرين، لأنها اكتنفت ثلاثة أمور مجتمعة لم تتكامل فيهما، وعلى هذه يدور الفرق بين فردى المثنى:
الأول أنه في كتاتب الوفيات ذكر اسم الجد صحيحا وأنه (علي) خلافا لمعجم الأدباء الذي استبدل به (يوسف)(2). مع أن يوسف جد الشاعر لا النحوي
*(هوامش)*
(1) ح 3 ص 22 مطبعة السعادة.
(2) ح 15 ص 75 طبع دار المأمون.