/ صفحه 294/
لها، فإذا تم بناء الكنيسة فإن نصف السكان الإسماعيليين سيجلو من القرية ليعيشوا معنا على دين واحد ويصلوا في الكنيسة المسيحية على وجه لا يدعوا إلى الريبة.
المادة 48- لا يجوز لإسماعيلي أن يزوج بنته من أحد يماثله دينا بل يزوجها من أحدنا.
المادة 49- إذا قام أحد بزيارة إسماعيلي أو دعا الإسماعيلي أحدا ليضيفه فعلي كليهما أن يأكلا لحم الخنزير.
وبالرغم من المصائب التي صبت على المسلمين من جراء هذه الإجراءات الشديدة يخبرنا أحمد القلقشندي في كتابه ((صبح الأعشى)) أن أهالي بلاد باشغارد أكثرهم مسيحيون وفيهم بعض المسلمين، وذلك في سنة 1418 أي في الوقت الذي كانت سيادة الدولة التركية الإسلامية قد امتدت إلى جزء من بوسنة الشرقية، وأما المستشرق الإنجليزي أرنولد توماس فلعل الإنذار الذي أصدره الملك كارل روبرت سنة 1341 للمسلمين بالتنصر أو الهجرة جعله يعتقد أن السنة المذكورة هي تاريخ نهاية الإسلام في هنغاريا.
وإذا تذكرنا أن اضطهاد المسلمين في هنغاريا بدأ في أواخر القرن العاشر حين أصبحت الغلبة في الدولة لنفوذ الكنيسة الكاثوليكية واعتلى عرشها الملك استيفان الذي استحق البركة والتاج من البابا سيلفستر جزاء ما أدى للكنيسة من الخدمات يحمل الناس قسرا على اعتناق تعاليمها وأن المسلمين في هنغاريا لم تذهب ريحهم بالرغم من ذلك الاضطهاد الذي استمرت شدته المتزايدة طيلة 350 سنة، فإنه يحق لنا أن نعتقد أن بقايا أولئك المسلمين آثروا الهجره على الكثلكة حين فوض إليهم كارل اختيار أحدهما، وبما أن مملكة بوسنه كانت قد امتحنت مرارا بالغزو الهنغاري وأن الفرقة الدينية((بوغومبلي)) الشبيهة بالإسلام في بعض تعاليمها واشكال العبادة فيها كانت قد شاعت وانتشرت في بوسنه فجدير ببوسنة أن تكون هي البلاد التي وجد فيها المسلمون المنكوبون من هنغاريا مأوى ومأمنا ثم اندمجوا في أهاليها مؤثرين فيهم ومتأثرين بهم، ليستقبلوا أخيرا بالبشر والسرور السلطان الفاتح محمدا الثاني على رأس جيش جنوده إخوة لهم في الدين.