/ صفحه 293/
وفي ذلك هلاكنا، فأحجم عن السفر، وذكر الغرناطي أن ابنه تزوج بنتين تنتميان إلى أسر أعيان مسلمي بشغارديا، وأنهما ولدتا له.
وإذا أمعنا النظر فيما يحكي الغرناطي عن دولة بشغارديا وكثرة شعوبها يمكننا الاستنتاج منه أن الباشغارد كانوا العنصر المتغلب في تلك الدولة بحيث أنها سميت ياسمهم، وأن المسلمين فيها أقلية يجوز أنها كانت تنتمى إلى غير الباشغارد، وعلى ذلك فهذا المصدر العربي يؤيد وجة نظر من يقول من العلماء بأن شعب ((بجناك)) هو الذي كان يطلق عليه اسم الإسماعيليين - المسلمين.
اضطهاد المسلمين في هنغاريا:
ومما يدل على أن المسلمين في هنغاريا والبلاد التابعة لها كانوا أقلية قوية تمثل الخطر على الدولة والدين الكاثوليكي أن ملوكها كانو يتخذون أجراءات قاسية ضدهم ويجردون الحملات العسكرية عليهم، وقد شيد الملك استيفان القديس (997-1038) كنيسة كبيرة في ((فيروار)) من أموال صادرها من البجنك. ويبدو أن بعض المسلمين كانوا يتظاهرون في محنتهم بالارتداد عن الإسلام ثم يرجعون إليه، ولكن الملك لادسلاو القديس أعلن في سنة 1092 قانونا صارما ضد كل من يرجع من المسلمين المرتدين إلى دينه. وأمر الملك أندره الثاني (1205-1235) بطرد المسلمين من وظائف الدولة وإجبارهم على ارتداء زي خاص يميزهم عن المسيحيين. وأما الملك كارل الأول روبرت (1310-1342) فقد خير رعاياه من غير المسيحيين بين أن يعتنقوا الكثلكة ويبقوا في البلاد وبين أن يبقوا على دينهم ويغادروا البلاد سنة 1341. وهذا الإجراء خاتمة ما ابتلى به المسلمون في هنغاريا من قوانين ترمي إلى محوهم، ففي مجوعة القوانين الهنغارية القديمة نجد هذه المواد.
المادة 46- من شاهد إسماعيليا يصوم أو يأكل على الطريقة غير المسيحية أو يمتنع من أكل لحم الخنزير أو يتوضأ قبل الصلاة أو يقوم بأي واجب من واجبات دينه، فإنه إذا قدم البلاغ بذلك إلى الملك سيملك جزاء من أموال ذلك الإسماعيلي.
المادة 47- على كل قرية إسماعيلية أن تقوم ببناء كنيسة ودفع ضرائب