/ صفحه 291/
شواطيء الجانب الغربي من البحر المتوسط))، ولكن ابن بطوطة الرحالة العربي ذكر بمناسبة وصفه لما جرى له حين وصل إلى القسطنطينية وتوجه لمقابلة ملك بيزنطة أن الناس كانوا يتصايحون ((سراكنو، سراكنو)) مشيرين إليه وإلى رفاقه، فيشرح ابن بطوطة تلك الكلمة بقوله: أي المسلمون.
المصادر العربية عن المسلمين في أوربا:
يصف المؤرخ أبو الفداء شعب بشغراد بأ،ه شعب كبير يقطن بين بلاد الألمان والإفرنج أكثرهم نصارى وبعضهم مسلمون والمسلمون كانوا يؤدون الجزية كما كان المسيحيون يؤدونها في البلاد الإسلامية، وفي جوار البشغارد كان يعيش البجينك وبلادهم تتاخم بلاد بيزنطة وكل من هذين الشعبين من أصل تركي.
أما ياقوت الحموي فنجده يطلق العنان للقلم عند تسجيل الأخبار عن المسلمين الباشغرد في كتابه ((معجم البلدان)) فيقول بعد إيراد أقوال السابقين عليه في تفسير لفظ باشغارد: ((وأما أنا فإني وجدت بمدينة حلب طائفة كثيرة يقال لهم الباشغاردية شقر الشعور والوجوه جدا، يتفقهون على مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه، فسألت رجلا منهم استعقلته عن بلادهم وحالهم فقال: أما بلادنا فمن وراء القسطنطينية في مملكة أمة من الإفرنج يقال لهم ((الهنكر)) ونحن مسلمون رعية لملكهم، في طرف بلاده، نحو ثلاثين قرية، كل واحدة تكاد تكون بليدة، إلا أن ملك الهنكر لا يمكننا أن نعمل على شيء منها سورا خوفا من أن نعصى عليه، ونحن في وسط بلاد النصرانية فشمالينا بلاد الصقالبة، وقبلينا بلاد البابا، يعني رومية، والبابا رئيس الإفرنج هو عندهم نائب المسيح، كما هو أمير المؤمنين عند المسلمين، ينفذ أمره في جميع ما يتعلق بالدين في جميعهم انتهى)) وقال وفي غربينا الأندلس وفي شرقينا بلاد الروم، قسطنطينية وأعمالها، قال ولساننا لسان الإفرنج وزينا زيهم ونخدم معهم في الجندية ونغزو معم كل طائفة لأنهم لا يقاتلون إلا مخالفي الإسلام، فسألته عن سبب إسلامهم مع كونهم في وسط بلاد الكفر فقال: سمعت جماعة من أسلافنا يتحدثون أنه قدم إلى بلادنا منذ دهر طويل سبعة نفر من المسلمين من بلاد بلغار وسكنوا بيننا وتلطفوا في تعريفنا وما نحن عليه من الضلال