/ صفحه 290/
اسم ((هاجريين)) و((سراكين)) على المسلمين عموما في القرون الوسطى، وأما اسم ((المحمديون)) فلا يزال تستعمله الشعوب المسيحية في أوربا مرادفا لاسم المسلمين، ولا شك أن المسلمين لم يطلقوا أيا من هذه الأسماء على أنفسهم، ولكنهم عاشوا ولا يزالون يعيشون في بيئة متعصبة أقل ما تراه ملائما لإيذائهم هو تسميتهم بالاسماعيليين أو الهاجريين أو السراكين قديما، وبالمحمديين حديثا على اعتقاد أن في إطلاق هذه الأسماء عليهم شيئا من الاحتقار لهم، فمن المعروف أن توراة اليهود كانت منبع الثقافة ومنهل المعارف في القرون الوسطى وأن رجال الكنيسة كانوا يتفننون في اختلاق تهم ونقائص يلصقونها بأصل العرب ومنشأ الإسلام وخصال النبي (عليه السلام)، فمن الجائز جدا أنهم بنوا تضمن أسماء الإسماعيليين والهاجريين والمحمديين، لمعنى الاحتقار والشتيمة على ما استنبطوا من بعض ما سطرته أحبار اليهود في ثورتهم من أخبار عن إسماعيل (عليه السلام) وأنه سيكون إنسانا وحشيا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه، وأن أمه هاجر كانت جارية تذلها سيدتها وضرتها سارة أم اليهود، وأن ذريته لن تكون من شعب الله المختار لأن الله لم يبارك فيه كما بارك في أخيه إسحق. فبتأثير هذه المعلومات رؤى إطلاق الأسماء المذكوره على العرب ثم على المسلمين كافة كائنا ما كان جنسهم وأصلهم، وعلى كل حال فقد ورد هذان الاسمان ((إسماعيليين وهاجريين)) في مصادر السلافيين الجنوبيين للتاريخ دالين على المسلمين، ووجدت في ((دوجى)) أحدى بيع الارثوذكس بالقرب من مدينة ((تربينة)) في هرسك وثيقة من سنة 1505 تسمي السيادة الإسلامية الجديدة بـ((القضيب الحديدي الإسماعيلي)) فلأجل هذا وبناء على أن المؤلفين العرب الذين ذكروا أخبارا عن المسلمين في أوربا في القرون الوسطى متفقون على أنهم كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد وعلى مذهب أبي حنيفة في المعاملات، فلا يصح ما ذهب إليه بعض المستشرقين الجدد من أن المراد من ((أزمائيلت)) في المصادر الأوربية هو الفرقة الإسماعيلية التي يرأسها في الوقت الحاضر أغا خان، أما اسم ((سراكين)) فقد ورد في كتاب التاريخ العام لخليل مطران: ((ان الإفرنج يدعون بالسراقين فريقا من عرب أفريقيا اتخذوا البحر ملكا لهم وأخذوا ينهبون جميع