/ صفحه 275/
بعدئذ بقليل في نفس الجزء عند الكلام على صلب الأفشين هذا الاسم المصحف، ظناً منه أن ذكر الاسم كذلك مما يحرص عليه فلا ينسى.(1)
ومن الغريب أن تأتي إشارة إلى البلد الذي خرج به بابك فقط، في العقد الفريد ولا تقتضى التعرض للأفشين، فيبترع المرحوم أحمد أمين وزميلة بالتعليق لهذه المناسبة، فيذكران الأفشين حيدر بن كاوس.(2)
ولقد ترجم له المرحوم محمود مصطفى في كتابه ((إعجام الأعلام)) وفي تعليقه على ((هبة الأيام)) مقتفيا من سبق في التصحيف.(3)
وعلى غرار هؤلاء ما سطر في دائرة المعارف الإسلامية في ترجمة (أفشين)(4).
وفي اعتقادي أن كل أولئك مقلدون للطبري لأنه أسبقهم جميعا، وفي نظر المؤرخين المنهل الصافي لجميع الواردين، وحقا أنه أبو عذرها وابن بجدتها، ولكن أنى تتقى هفوات الطباعة، إنه الداء العياء.
وبعد هذا فللأديب النبه (السندوبي) في تعليقه على البيان والتبيين ميزة الدقة - حلية الكاتبين - مما يدل على سعة اطلاعه وكثرة تنقيبه، إذ كتب فيه على صواب ترجمتين له: مختصرة في باب (العى) ومطولة قليلا في باب (العصا).(5)
نبذة عن الأفشين الأول:
كان الأفشين أول أمره في حاشية المعتصم بالله في حياة أخيه الخليفة المأمون، استعان به فيماولي من أعمال، إذ كان واليا على مصر والشام، فأرسله إليهما عند ما ثار الشغب في مصر وبرقة، وأسكن الفتنة، ولما آلت الخلافة إليه بعد المأمون صيره في مقدمة قواده سنة 220 هـ، فأسند إليه مهمة القضاء على فتنة (بابك الخرمي) التي استفحل خطرها وهددت الدولة واستهوت الغواة والأشرار بما تحمل من

*(هوامش)*
(1) الكامل: ج 5 ص 263.
(2) العقد الفريد: ج 1 ص 188، طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر.
(3) إعجام الأعلام: ص 66، هبة الأيام: ص 109، مطبعة العلوم.
(4) دائرة المعارف: ص 343
(5) البيان والتبيين على الترتيب: ج 2 ص 183، ج 3 ص 33، المطبعة التجارية.