/ صفحه 274/
المصادر التي جرى فيها، وإن لم يكن التحري في تصحيح الاسم من صميم الأسباب التي اقتضت الكتابة عن الأفشين حسب التمهيد الذي تصدر به المقال، غير أنه من المفيد علميا بيانه، اتقاء لما عساه يكون عند البحث فيه إذا طرأ الحديث عنه، وتصحيحا له في هذه المصادر تداركا للتحريف العادي عليها، ولهذا حسن أن نعرض له قبل الكلمة الموجرة عن تاريخ الأفشين الأول، إذ لا صلة له بالمقارنة بين الأفشينين حتى نؤخره بعدهما ونضمه إلى ما كان من الخلط بينهما فيه.
التصحيف في اسم الأفشين:
قد وقع التصحيف فيه كما تنبأ به - مع التحذير منه - ابن خلكان فيما سلف، ومن التوافق الغريب أنه لم تتنوع ألوانه، بل ورد في صورة واحدة فقط هي: التصحيف من خيذر إلى حيدر، من عهد بعيد فيما رأيت من الطبري ومن بعده حتى وقتنا الحاضر، وما من ريب أن الأثبات القديمة منزهة عن التورط فيه، ومرده فيها إلى القائمين بطبعها فعليهم وحدهم تبعته، لا جتزائهم بالنظرة العجلى دون فحص وتريث، على أن منهم من عنى بالتفتيش والتدقيق فسلم منه كما سترى:
يقول الطبري في تاريخه خلال الحديث على السنة العشرين بعد المائتين: ((وفي هذه السنة عقد المعتصم للأفشين حيدر بن كاوس على الجبال ووجهه لحرب بابك))(1)
وكذا يقول ابن الأثير في الكامل على أحداث السنة العشرين بعد المائتين تحت عنوان: ذكر مسير الأفشين لحرب بابك الخرمي: ((وفي هذه السنة عقد المعتصم للأفشين حيدر بن كاوس على الجبال ووجهه لحرب بابك فسار إليه)).(2)
والعبارتان السابقتان متحدتا الكلمات، ولا غرابة، فالعبارات التاريخية تقليدية ما أمكن ليست مجالا للتفنن في الأساليب.
ومما لا حاجة إليه أن يعيد المرحوم النجار المشرف على الكامل في تعليقه

*(هوامش)*
(1) تاريخ الطبري، ج 10، المطبعة الحسينية المصرية.
(2) الكامل: ج 5 ص 234، الطباعة المنيرية.