/ صفحه 255/
لا يبنح الكلب فيها غير واحدة حتى يلُف على خيشومه الذنبا
ما ذا ترين أندنيهم لأرحلنا في جانب البيت أم نبني لهم وقببا(1)
وقد تبدأ بحوار عن المال يدور بين الرجل وزوجه، هو يريد أن يستنفده في القرى وكسب الحمد، وهي تحاول أن تستنقذ منه بقية خوف المتربة على ذرية ضعفاء، كقصة(2) دعبل التي يقول فيها:
قالت سلامة: أين المال؟ قلت لها المال ويحك لاقى الحمد فاصطحبا
الحمد فرق مالي في الجفون فما أبقين لي ذما ولا أبقين لي نشبا
قالت سلامة: دع هذي اللبون لنا لصبية مثل أفراخ القطا زغبا
قلت: أحبسيها، ففيها متعة لهم إن لم ينخ طارق يبغى القرى سغبا
لما احتبى الضيف واعتلت حلوبتها بكي العيال وغنت قدرنا طربا
هذى سبيلي، وهذا فاعلمي خلقي فارضي به أو فكوني بعض من غضبا
ما لا يفوت وما قد فات مطلبه فلن يفوتني الرزق الذي كتبا
أسعى لأطلبه والرزق يطلبني و الرزق أكثر لي مني له طلبا
هل أنت واجد شيء لو عنيت به كالأجر والحمد مرتادا ومكتسبا؟
ومن القصص موجز قصير كهذا الذي روينا آنفا، ومنه مفصل مبسوط. كقول عتبة بن بجير المازني:
ومستنبح بات الصدى يستتيهه إلى كل صوت فهو بالرحل جانح(3)
فقلت لأهلي: ما بغام مطية و سار أضافته الكلاب النوابح (4)
فقالوا: غريب طارق طوحت به متون الفيافي والخطوب الطوارح
فقمت ولم أجثم مكاني ولم تقم مع النفس علات البخيل الفواضح

*(هوامش)*
(1) الحماسة لأبي تمام: 2: 242.
(2) ذيل الأمالي: 99.
(3) الصدى: طائر يصر بالليل، يقفز قفزانا.
(4) بغام النافة: أن تقطع صوت حينها ولا تمده.