/ صفحه 204/
محفوظة في تسمية أحدى القلاع على الحدود الشامية باسم ((قلعة الصقالبة)) كما يذكر ابن خرداذبه، غير أن المصادر العربية لاتسترسل في تفاصيل العلاقات بين العرب والسلافيين في آسيا الصغرى، كما أنها تخلوا بعد القرن التاسع عن ذكر شيء من تلك العلاقات، وبغزو الأتراك لآسيا الصغرى انتهت صلات السلافيين بالعرب في ذلك القطر.
إن الساحل الشرقي للبحر الأدرياتيكي (أي مقاطعة دالمسيا في يوغوسلافيا الحالية) لم يسلم من الغزو العربي، فقد قام العرب بالحملة على ذلك الساحل سنة 841 م بأسطول قوامه 36 سفينة، فأحرقوا مدينة أوسور، وبعد هجومهم على مدينة أنكونا في إيطاليا عرجوا على الادرياتيكي واستولوا على بعض الغنائم في مدن بودوا وريسان، وكوتور، وفي السنة المذكورة بعد ما اتفقت بيزنطة وألمانيا على القيام بمحاولة استرداد إيطاليا الجنوبية من العرب اشتركت بعض قبائل الكروات في الحرب ضد العرب بأمر فاسيلي الأول ملك بيزنطة، فقام اسطول مدينة دوبروفنيك بنقل جزء من القوات العسكرية، ولكنها رجعت من باري تسحب أذيال الفشل، وفي سنة 866 م، عاد العرب إلى الساحل الادرياتيكي فظلوا يحاصرون مدينة دوبروفنيك طيلة 15 شهرا، ولما بلغهم اقتراب أسطول بيزنطة القوي من المدينة رأوا رفع الحصار فانسحبوا إلى باري، ولكن القيصر الألماني لودفيك الثاني (855 /875) لم يتخل عن فكرة طرد العرب من إيطاليا، فطلب إلى الأمير الكرواتي دوما غوى أن يتوجه بأسطوله إلى باريج فاستجاب دو ما غوي لهذا الطلب، فكانت نتيجة الهجوم الخاطف أن سقطت المدينة في أوائل فبراير عام 871 م، ومع ذلك فقد بقي الساحل الادرياتيكي عرضة لهجمات القوات العربية التي بدأت تأتي من جزيرة كريت، ففي سنة 872 م، استولي العرب على بعض مدن دالمسيا، وعلى جزيرة براج، ثم رجعوا بما غنموا منها، ولكنهم أعادوا الكرة حتى وصلوا إلى خليج تريستا سنة 875 م، ومما يذكر من احتكاك السلافيين الجنوبيين بالعرب في الحروب ما جرى من تعاون مدينة دوبروفنيك مع بيزنطة على رد هجوم عرب صقلية على جزيرة كورفو سنة 1032 م.
في سنة 1217 م، توجه آندره الثاني ملك هنغاريا وكرواتيا (1205/1235 م)