/ صفحه 203/
باكار، سني، زادار، بيوغراد، نبن، شبنيك، تروغير، سبليت، ستون، كوتور، دوبروفنيك، (راغوزا) التي يقول عنها إنها أقصى مدينة في كراوتيا التي يسميها جورو آسيا.
والمتتبع للأخبار عن اتصالات العرب بالسلافيين الجنوبيين يجد أن أولى تلك الاتصالات وقعت بواسطة بيزنطة في القرن السابع الميلادي على الحدود العربية البيزنطية، فقد كان من سياسة بيزنطة في القرن السابع والثامن أن نقلت خلقا كثيرا من السلافيين من البلقان إلى آسيا الصغرى، وتذكر كتب التاريخ أن 5000 من جنود بيزنطة السلافيين في عهد الملك قسطنطين الثاني (641/668) فروا وانضموا إلى الجيش العربي تحت قيادة القائد عبدالرحمن بن خالد بن وليد (المتوفى سنة 46 هـ - 666 م) مسموما، واستوطنوا في الشام سنة 45 هـ / 655 م، وربما اشترك بعضهم مع العرب في حصار القسطنطينية سنة 49، 50 هـ، ويذكر المؤرخ البيزنطي تبوفان أن الملك بوستنيان الثاني ألف في سنة 692 م من السلافيين في آسيا الصغرى جيشا قوامه 300 ألف جندي، فقاده إلى الحرب ضد العرب، وقد تنبه قائد الجيش العربي الذي لم يكن راغبا في الحرب في ذلك الوقت إلى أن معظم الجنود البيزنطيين هم السلاقيون، فاستعان على يوستنيان بالحيلة، فحمل 20 ألفا من الجنود السلاقيين على الانضام إليه بأن دفع الرشوة لقائدهم ((نبول)) وبذلك انتصر العرب على يوستنيان، ثم غزوا بيزنطة معتمدين على هؤلاء السلافيين العارفين بجغرفاية المناطق البيزنطية، ولقد كان لهؤلاء الجنود دور هام في الحياة السياسية للدولة الإسلامية، فقد كانوا يتدخلون في المنازعات حول الخلافة، وانتقم يوستنيان من الأهالي السلافيين القاطنين على حدود الشام، فنقلهم إلى أقصى الشمال الغربي من آسيا الصغرى، ولكن المؤرخ البلاذري، يذكر أن توطين جماعات أخرى من السلافيين على الحدود البيزنطية العربية قد تم في عهد الخليفة مروان الثاني (744/755) كما توطنت في الشمال الغربي من آسيا الصغرى في النصف الثاني من القرن الثامن جماعة من السلافيين تزيد على مائتي ألف نسمة، فكانت بيزنطة تستعين بأفرادها في حروبها مع العرب، وقد بقيت ذكرى السلافيين في آسيا الصغرى