/ صفحه 20/
بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس جماعة التقريب
الزمن في جانبنا
لحضرة صاحب السماحة العالم الجليل الأستاذ محمد تقي القمي
السكرتير العام لجماعة التقريب
كل فكرة إصلاحية يتوقف نجاحها على عوامل كثيرة، في مقدمتها: سلامة الفكرة، وحاجة المجتمع إليها، وإخلاص دعاتها، وصبرهم، وكفاحهم.
وهناك عامل آخر من عوامل النجاح له أهميته وله وزنه، تقره سنة الدعوات وتفرضه الأناة التي يجب أن تصاحب كل جديد، ذلكم عامل الزمن.
صحيح أن كل فكرة سليمة يمكن أن تجمع حولها فريقاً من ذوي النظر الثاقب، والبصيرة النافذة، وأن تجد دعاة يدافعون عنها في دائرة ضيقة، لكن الشبه والظنون التي تخالج الأذهان حيال كل طريف، يحتاج استلالها إلى زمن، كذلك تثبيت أي فكرة في النفوس، وترسيخها في العقول يحتاج إلى زمن. فالدعوات لابد لها من أن تتسلح بسلاح الزمن وخاصة تلك التي ترتبط بالعواطف وتتصل بالإحساس وكم من مشاكل معقدة حلها الزمن وأفكار مستغربة ألفها الناس بعد أن ذهب بغرابتها الزمن.
وكما أن الزمن يساعد كل دعوة سليمة على النمو والازدهار، فإنه كذلك يكشف كل زائف بما يظهر من الخبايا، ويبرز من الانحرافات، بل إن ما يقذف به من العراقيل ومن المغريات، يكون خير محك للدعاة وأصدق امتحان لنفوسهم، فمن استطاع أن يحتفظ باعتداله، ويلتزم مبادئه؛ فهو الصالح المستحق للبقاء، وهو القادر على شق طريقه وبلوغ غايته رغم ما يعترضه من صعاب.