/ صفحه 186/
الظفر الباهر على يد هلال بن أحوز التميمي وهما تميميان، نعم جرى وراءهما ذو الرمة وإن لم يكن تميميا لكنه خندفي، فالحافز العام عنده يستحثه على اقتفائهما، وهاك قليلا من كثير قاله هؤلاء الثلاثة كدليل على اتجاههم العنيف بعد هذه النكبة للمهالبة بالسندفي (قندابيل).
لقد كذب الحى اليمانون شقوة بقحطانها أحرارها وعبيدها
يرومون حقا للخلافة واضحا شديدا أواسيها طويلا عمودها
فإن تصبروا فينا تقروا بحكمنا وإن عدتمو فيها فسوف نعيدها
لقد كان في آل المهلب عبرة وأشياعهم لم يبق إلا شريدها
يقحمهم في السند سيف ابن أحوز و فرسانه شهب يشب وقودها
إذا غضبت يوما عرانين خندف و إخوتهم قيس عليها حديدها
كأنك لم تعرف غطاريف خندف إذا خطبت فوق المنابر صيدها
إذا اجتمع الحيان: قيس وخندف فثم معدهامها وعديدها(1)
وكذا قال:
فلم يبق من آل المهلب ضربنا بكل يمان ذي حسام ورونق
لهم غير أنواح قيام نساؤها إلى جنب أجسام عراة ودردق
إذا خندف بالأبطحين تغطرفت و رائي وقيس ذيلت بالمشرق
فما أحد إلا يرانا أمامه و أربابه من فوقه حين نلتقي
ومن يلق بحرينا إذا ما تناصحا بخندف أو قيس بن عيلان يغرق(2)
*(هوامش)*
(1) أواسيها: جمع آسية النباء المحكم، يقحمهم: يرميهم على وجوههم، ابن أحوز: هلال، وشهب: جمع شهاب شعل النار، على سبيل التشبيه غطاريف: جمع غطريف السيد الشريف.
(2) دردق: الأطفال والعجوز المسنة، تغطرفت: تسيدت، وذيلت: جرت الثياب خيلاء، والمشرق: كل مصلى يصلى فيه العيد، قال الحرمازي يريد مشرق مكة.