/ صفحه 187/
وقال جرير:
ألا رب سامي الطرف من آل مازن إذا شمرت عن ساقها الحرب شمرا
أتنسون شدات ابن أحوز معلما إذا الموت بالموت ارتدي وتأزرا
وغرقت حيتان المزون وقد رأوا تميما وعزاذا مناكب مدسرا
وأطفأت نيران المزون وأهلها و قد حاولوها فتنة أن تسعرا
فلم تبق منهم راية يعرفونها و لم تبق من آل المهلب عسكرا
وإن الذي أعطى الخلافة أهلها بنى لي في قيس وخندف مفخرا(1)
وقال ذو الرمة:
رفعت مجد تميم يا هلال لها رفع الطراف على العلياء بالعمد
حتى نساء تميم وهي نازحة بقلة الحزن فالصمان فالعقد
لو يستطعن إذا ضافتك مجحفة و قينك الموت بالآباء والولد
ودت لخي الأزد إذ غبت أمورهم أن المهلب لم يولد ولم يلد
كانوا ذوى عدد جم وعائرة من الخيول وأبطالا ذوى نجد
فما تركت لهم من عين باقية غير الأرامل والأيتام من أحد
بالسند إذ جمعنا يكسو جماجمهم بيضا تداوي من الصوارت والصيد(2)
مأساة يزيد تاريخية:
إن القضاء على يزيد حادث جلل لا يفضي النظر عنه التاريخ، فالرجل الذي فتح الفتوح في المشرق، وأوسع رقعة البلاد الإسلامية لا يكافأ بالإجهاز عليه، إذ كان في الابقاء عليه بسط لرقعة الدولة وازدياد في رفع شأنها، نعم إن ثورته على الخليفة يزيد موبقة، إلا أنه لاذ إليها على الرغم منه.

*(هوامش)*
(1) سامي الطرف: هلال بن أحوز المازني، وحيتان المزون: لأن المهالبة من عمان أرباب الصيد كالحيتان.
(2) الطراف: بيت من أدم، ضافتك: نزلت بك، مجحفة: مستأصلة، الصورات: شبه الحكة في الرأس، الصيد: داء في الرقبة يمنع التلفت.