/ صفحه 182/
خلفاء بني أمية فإنهم جميعا أربعة عشر، فحرمت على أحد عشر من المروانيين، وأحلت لاثنين غير زوجها، وهما: عمر بن عبدالعزيز ومروان بن محمد آخر بني أمية والملقب بالحمار.
انغماس يزيد في اللهو متحديا مألوف الناس:
لقد ساق يزيد تماديه في الهوى والمجون إلى إصراره على إمضاء يوم كامل في أحضان اللذات يرتع فيه ما تشاء له شهواته، ليفند قيل الناس: إن متعة الدنيا لا تدوم يوما كاملا أبدا، فكان جزاؤه حتفه حسرة وألما مما أصابه في تقدير الماجنين.
قال المبرد: ((وروى أصحابنا أن يزيد بن عبدالملك، وأمه عاتكة بنت يزيد ابن معاوية - وإليها كان ينسب - قال يوما: زعموا أن الدنيا لم تصف لأحد قط يوما، فإذا خلوت يومي فاطووا عني الأخبار ودعوني ولذتي وما خلوت له، ثم دعا بحبابة فقال: اسقيني وغنيني، فخلوا في أطيب عيش، فتناولت حبابة حبة رمان فوضعتها في فيها فغصت بها فماتت، فجزع يزيد جزعا أذهله ومنع من دفنها، حتي قال له مشايخ بني أمية: إن هذا عيب لا يستقال، وإنما هذه جيفة، فأذن في دفنها وتبع جنازتها، فلما واروها قال: أمسيت والله فيك، كما قال كثير:
فإن تسل عنك النفس أو تدع الهوى فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد
وكل خليل راءني فهو قائل من اجلك هذا هامة اليوم أو غد
فعدَّ بينهما خمسة عشر يوما))(1)
رجع إلى الموضوع:
إن الذي حذره ابن المهلب وقع: لحق عمر بربه راضيا مرضيا، وأفضت الخلافة إلى يزيد بن عبدالملك، فأيقن ابن الملهب أنه عاقره متى أمكنته اليدان، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وصارت كأنها كفة حابل، لكن إباؤه الضيم حال دون
*(هوامش)*
(1) الكامل شرح الرغبة ج 6 ص 5، "هامة اليوم أو غد" مثل في مجمع الأمثال، أي هو ميت اليوم أو غدا.