/ صفحه 181/
فلم يرا بن المهلب مخلصا له إلا النجاء بالخروج من السجن، لقد كسره وإن أغضب عمر فسيعذر إليه بعدئد.
كسر يزيد السجن:
قال المبرد: ((لما كسر يزيد بن المهلب سجنه وهرب، فكتب إلى عمر: لو علمت أنك تبقى ما فعلت، ولكنك مسموم، ولم أكن لأضع يدي في يد ابن عاتكة - هو يزيد بن عبدالملك بن مروان، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية - ولي الملك يعد عمر بن عبدالعزيز، ولا يعلم أحد أعرق في الخلافة منه، فقال عمر: اللهم إنه قد هاضني فهضه))(1)
ولعل من المناسب هنا أن أذكر كلمة عن كل من يزيد وأمه تشف عما وراءها مما صدر منهما من أعمال غير مرضية لا يتسع المقال لسردها:
ما انفردت به عاتكة أم يزيد:
قال ابن حجة الحموي: (((ومن غريب ما يحكي): أن عاتكة بنت يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان والدة يزيد بن عبدالملك بن مروان، حرمت علي اثني عشر من الخلفاء من بني أمية: معاوية جدها، ويزيد أبوها، ومروان أبو زوجها، والوليد وسليمان وهشام بنو عبدالملك أولاد زوجها، والوليد بن يزيد ابن ابنها، ويزيد بن الوليد ابن زوجها، وإبراهيم بن الوليد ابن زوجها أيضا، ويزيد بن عبدالملك ابنها، ومعاوية بن يزيد بن معاوية أخوها، وزوجها عبدالملك بن مروان - ولم يتفق ذلك لامرأة غيرها. اه))(2)
ويعقب على هذا النقل أن عدد الخلفاء المذكورين أحد عشر لا اثنى عشر، وهذا هو الواقع، فلعل جعلها اثنى عشر سبق قلم، وبعد هذا فذلك عدد كبير في

*(هوامش)*
(1) مسموم: دس إليه بنو أمية من سقاه السم فلم يلبث إلا ثلاث ليال وقضي نحبه، أعرق في الخلافة: لأن أباه وجده من الطرفين كلاهما خليفة، هاضني: الهيض كسر العظم بعد الجبر، وما أشده وأوجعه، والمقصود بين - الكامل شرح الرغبة ج 1 ص 60.
(2) الذيل الأول لثمرات الأوراق ص 5.