/ صفحه 169/
التعبئة الزوجية: فتعود:
1 إلى دور المرأة الأم في حياة الانسان الصغير.
2 وإلى دور التنسيق في توجيه الإنسان المراهق.
دور الأم:
((كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه)) إن هذا المبدأ وهو مبدأ السذاجة، أو مبدأ الصلاحية والاستعداد لدى الطفل الصغير، لم يزل هو المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه التوجيه إلى غاية واضحة مرسومة من قبل، عن طريق التثقيف وتلقين المعرفة مباشرة أو عن طريق خلق الجو المناسب للغاية بصورة غير مباشرة:
فالغاية التي تقصد في توجيه الناشيء، هي التي تحدد نوع المعرفة وكميتها، وكذا الصورة التي تصل بها إلى نفس الناشيء، والناشيء عنده الاستعداد التام لأن يتكيف بكل ذلك، ويصل بعد ذلك في سهولة ويسر إلى الغاية المرسومة.
والفرقبين التلقين المباشر، وخلق الجو المناسب بصورة غير مباشرة، هو الفرق بين المدرسة التي تعين المواد، وتعين ساعات إلقائها على روادها في الأسبوع، وبين الأخرى التي لا تشير إلى مادة معينة في منهاجها الدراسي، ولكنها تخلق جوا يساعد مساعدة فعالة على توصيل هذه المادة إلى نفوس التلاميذ على نحو ما تفعل مدارس الإرساليات الدينية في مصر، فهي لا تلقن أبناء المسلمين تعاليم المسيحية مباشرة في دروس منتظمة، ولكنها تحيط الجو المدرسي بصور دينية مسيحية، لا يلبث الطفل الناشيء أن يسأل عنها، ولا يلبث أن يلقى الإجابة على ما سأل، حتى إذا لم يسأل فقد ارتسمت هذه الصور في نفسه، على أنها تمثل قصة الدين الذي يطلب توصيله إلى نفوس التلاميذ. وعلى هذا النحو مستشفيات الإرساليات الدينية، وكتب هذه الإرساليات حتى ما كان منها باسم العلم أو الأخلاق.
الأم إذن مع الناشيء لها مجال سهل في التوجيه لم يزدحم بعد بالمشاكل والعقبات،