/ صفحه 15/
عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات)) ((ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن)) ((إني مهاجر إلى ربي)). وعيسى يقول ((إن الله ربي وربكم فاعبدوه)) ((اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء)) وشعيب يقول ((ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق)) وموٍسى يقول ((رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري)). وفي دعوة الأنبياء لأممهم ((أبلغكم رسالات ربي)) وفي دعوة محمد ((ذلكم الله ربكم فاعبدوه)) وفي الإرشاد إلى دعاء الله ((أدعو ربكم)) ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)) ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة)) ((ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)) ((ربنا فاغفرلنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار)).
وهكذا كان عنوان الربوبية على لسان الأنبياء والمرسلين، وهكذا أحست الفطرة النقية التي لم تدنسها الأهواء ولم تطمسها الظلمات بروعته، ودلالته القوية على معانى الرحمة والعطف والإمداد، وهكذا اتخذ وسيلة في استمطار الرحمة وتفريج الكرب، وتليين القلوب النافرة المعرضة وصار الالتجاء به الى الله، المنقذ الذي لا يجد الإنسان سواه حينما يعجز عن تفريج مصابه، فلا يجد بدا من أن يقول: يا رب، يا رب، فتكون بردا وسلاما على قلبه، يملؤه بالأمل، ويشعره بمصدر الرحمة، فتقوى عزيمته في مكافحة ما ألم به، وصار كذلك في نزعة الفطر، السلاح القوي الذي يجرده الضعيف في وجه الظالم المتجبر، يستنصر بعظمته، ويهدد بسلطانه، فيكون للتهديد به أثره في وجه المعتدي الجبار.
وهكذا يجب أن يكون عنوان الربوبية، أسلوب الوعظ الذي يرجى نفعه، وسبيل التذكر للتخلص من غطرسة المتغطرسين، وجبروت المتكبرين، وسبيل النعمى بسكينة الإيواء إلى الرءوف الرحيم.
أوامر ونواه واضحات وإن تكلف الصناعيون:
((تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم)) وتلاوة ما حرمه الله، قراءة الآيات المشتملة على الأشياء المحرمة، واشتمالها عليها، تضمنها إياها، وإرشادها إليها.