/ صفحه 11/
تسمو بالتزامها والمحافظة عليها الحياة الاجتماعية الفاضلة ((وأفوا الكيل والميزان)) ((وإذا قلتم فاعدلوا)) ((وبعهدالله أفوا)) - وختمت بأن هذه التكاليف، وتلك المباديء، هي الصراط المستقيم، بعث به محمد، يبينه ويدعو إليه، كما بعث به جميع الرسل السابقين.
وقد أطلق العلماء عليها اسم ((الوصايا العشر)) نظراً لتذييل آياتها الثلاث بقول الله ((ذلكم وصاكم به)). وقد روي عن ابن مسعود أنه قال: من سره أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتمه فليقرأ هؤلاء الآيات ((قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم - إلى قوله - لعلكم تتقون)) وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ((أيكم يبايعني على هذه الآيات الثلاث؟ ثم تلا ((قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم … الخ)) ثم قال: فمن وفي بهن فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئاً فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخره إلى الاخرة كان أمره إلى الله، إن شاء آخذه، وإن شاء عفا عنه)).
وروي عن على بن أبي طالب رضى الله عنه، قال: لما أمر الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج إلى منى، وأنا وأبوبكر معه، فوقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على منازل القوم ومضاربهم. فسلم عليهم وردوا السلام، وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانيء بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك. وكان مفروق أغلب القوم لسانا، وأو ضحهم بيانا، فالتفت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال له: إلام تدعو يأخا قريش؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أدعوكم إلى شهادة أن لا أله الا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله، وأن تؤوني وتنصروني وتمنعوني حتى أؤدي حق الله الذي أمرني به، فان قريشاً قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد، فقال له مفروق: وإلام تدعو أيضاً يأخا قريش؟ فتلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ((قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم … الآيات الثلاث)) فقال له