/ صفحه 94/
كل تراث للمدنية، بل ان الاستمرار في التجارب الهيدروجينية بتفجير عدد آخر من هذه القنابل له أثر مدمر على حياة الانسان.
ان هذا التسابق ان دل فلا يدل الا على انحدار الدول القوية المتمدنة كأمريكا و الروسيا الى طريق البربرية والهلاك، وكم نخشى أن تجرف في تيارها دولا عريقة في المدنية، دولا انبعثت منها أقدم المدنيات وأعظم الحضارات كمصر والشام و العراق وايران والهند والصين، كم نخشى أن تتطور المدنيات الحديثة الى مدنيات مادية تخلو من الناحية الروحية التي تأثر بها الشرق منذ القدم، والتي تأثرت بها مصر وجاراتها مهبط الاديان، حيث غلبت في هذه البقاع روح البساطة والعدالة الاجتماعية، وهما روح الديانة الاسلامية، وكذلك التسامح روح الديانة المسيحية.
ــــــــــ
1- وعنوانه: ((الذرة ومستقبل العالم)) وهو كتاب قيم في هذا الموضوع الهام يقع في 130 صفحة مزود بالرسوم الضرورية لفهم موضوعة)).

وماذا ياترى سيسمى الناس فيما بعد، الجيل المادى الذي نعيش فيه؟ أسيكون جيل التسابق الهيدروجينى الذي لايحمل في طياته في عملية التسابق هذه أى ذكاء وأية مروءة وأي علم حقيقى أو أي فن رفيع؟
* * *
في حقبة الزمان الخالية، ولا أتكلم هنا عن فلسفات الصين القديمة ولها قدرها أو آثار الهند فمعرفتى بها ما زالت قليلة، بل نتحدث قليلا عن مصر وعن أحد الاثار الخالدة القريبة منا، في حقبة من أحقاب الزمان الخالية أقام المصريون القدامى آثاراً باقية، ولعل أهمها هرم خوفو في الجيزة (يرجع تاريخه الى 4650 سنة) بدعة الزمن، ومن عجائب الدنيا السبع - كما اتفق الناس أن يحصوها- دليل علم غزير و مدنية عريضة، حيث يجد الناس دائماً فيه وعلى ممر الاحقاب ملاحظات جديدة تدل على علم راسخ ومعرفة حقة - دعك من ملاحظات الاب ((موريه)) الذي تخيّل أنه يتوسط اليابس من الكرة الارضية، كما تخيّل أن لارتفاعه علاقة مع ارتفاع الشمس، فهذه 146 مليون كيلومتراً، والاهرام 146 متراً، فانى اعتبر ذلك من قبل الاجتهاد من ناحية ((موريه)) ومن قبيل المصادفة، ودعك من خرافات معهد ((فلسفة الاهرام)) ومركزه لندن، حيث